صفحة جزء
قوله تعالى : إنا بلوناهم الآيات .

أخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة قال : هؤلاء ناس قص الله عليكم حديثهم، وبين لكم أمرهم .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج ، أن أبا جهل قال يوم بدر : خذوهم أخذا فاربطوهم في الجبال، ولا تقتلوا منهم أحدا، فنزل : إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة يقول : في قدرتهم عليهم، كما اقتدر أصحاب الجنة على الجنة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : كما بلونا أصحاب الجنة قال : كانوا من أهل الكتاب .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : كما بلونا أصحاب الجنة قال : هم ناس من الحبشة، كانت لأبيهم جنة، وكان يطعم [ ص: 637 ] منها المساكين، فمات أبوهم، فقال بنوه : إن كان أبونا لأحمق حين كان يطعم المساكين، فأقسموا ليصرمنها مصبحين، وأن لا يطعموا مسكينا .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة قال : كانت الجنة لشيخ من بني إسرائيل، وكان يمسك قوت سنة ويتصدق بالفضل، وكان بنوه ينهونه عن الصدقة، فلما مات أبوهم غدوا عليها فقالوا : لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين، وغدوا على حرد قادرين يقول : على جد من أمرهم .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : كما بلونا أصحاب الجنة قال : هي أرض باليمن يقال لها : ضروان، بينها وبين صنعاء ستة أميال .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن أبي مالك في قوله : ليصرمنها مصبحين قال : ليحضرنها .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن أبي صالح في قوله : ولا يستثنون قال : كان استثناؤهم : سبحان الله .

[ ص: 638 ] وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : فطاف عليها طائف من ربك قال : هو أمر من الله .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : فطاف عليها طائف من ربك قال : عذاب، عنق من نار خرجت من وادي الجنة؛ جنتهم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون قال : أتاها أمر الله ليلا، فأصبحت كالصريم قال : كأنها قد صرمت .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة في قوله : فأصبحت كالصريم قال : كالليل المظلم .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مطر بن ميمون، مثله .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إياكم والمعاصي، فإن العبد ليذنب الذنب [ ص: 639 ] فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقا قد كان هيئ له» ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم قد حرموا خير جنتهم بذنبهم» .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : كالصريم قال : مثل الليل الأسود .

وأخرج الطستي في «مسائله»، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : كالصريم قال : الذاهب، قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت قول الشاعر :


غدوت عليه غدوة فوجدته قعودا لديه بالصريم عواذله



وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : أن اغدوا على حرثكم قال : كان عنبا .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : وهم يتخافتون قال : الإسرار والكلام الخفي .

وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : وهم يتخافتون قال : يسرون [ ص: 640 ] بينهم أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين، وغدوا على حرد قادرين قال : غدا القوم وهم محردون إلى جنتهم، قادرون عليها في أنفسهم .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : على حرد قادرين يقول : ذو قدرة .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، عن مجاهد قال : وغدوا على حرد قادرين قال : غدوا على أمر قد قدروا عليه، وأجمعوا عليه في أنفسهم أن لا يدخل عليهم مسكين .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن عكرمة في قوله : وغدوا على حرد قال : غيظ .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن في قوله : وغدوا على حرد قال : على فقر .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عامر في قوله : وغدوا على حرد يعني المساكين؛ بجد .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : قالوا إنا لضالون قال : أضللنا مكان جنتنا .

[ ص: 641 ] وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : إنا لضالون قال : أخطأنا الطريق، ما هذه جنتنا، وفي قوله : بل نحن محرومون قال : بل حورفنا فحرمناها، وفي قوله : قال أوسطهم قال : أعدل القوم، وأحسن القوم فرعا، وأحسنهم رجعة .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : بل نحن محرومون قال : لما تبينوا وعرفوا معالم جنتهم قالوا : بل نحن محرومون محارفون .

وأخرج ابن المنذر ، عن معمر قال : قلت لقتادة : أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار؟ قال : لقد كلفتني تعبا .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : قال أوسطهم قال : أعدلهم .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة في قوله : قال أوسطهم يعني أعدلهم، وكل شيء في كتاب الله أوسط فهو أعدل .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : قال أوسطهم قال : أعدلهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : ألم أقل لكم لولا تسبحون قال : كان استثناؤهم في ذلك الزمان التسبيح .

[ ص: 642 ] وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : لولا تسبحون قال : لولا تستثنون عند قولهم : ليصرمنها مصبحين، ولا يستثنون عند ذلك، وكان التسبيح استثناؤهم، كما نقول نحن : إن شاء الله .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : كذلك العذاب قال : عقوبة الدنيا، ولعذاب الآخرة قال : عقوبة الآخرة، وفي قوله : سلهم أيهم بذلك زعيم قال : أيهم كفيل بهذا الأمر .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : تدرسون قال : تقرءون، وفي قوله : أيمان علينا بالغة قال : عهد علينا .

التالي السابق


الخدمات العلمية