صفحة جزء
قوله تعالى كلما رزقوا منها الآية .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود وناس من الصحابة في قوله : كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قال : أتوا بالثمره في الجنة فنظروا إليها، فقالوا : هذا الذي رزقنا من قبل في الدنيا وأتوا به متشابها في اللون والمرأى، وليس يشبه الطعم .

وأخرج عبد بن حميد عن علي بن زيد كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل يعني به : ما رزقوا من فاكهة [ ص: 207 ] الدنيا قبل الجنة .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن الأنباري في “ كتاب الأضداد “ عن قتادة في قوله : هذا الذي رزقنا من قبل أي في الدنيا وأتوا به متشابها قال : يشبه ثمار الدنيا غير أن ثمار الجنة أطيب .

وأخرج مسدد في " مسنده " وهناد في “ الزهد “، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في “ البعث “ عن ابن عباس قال : ليس في الدنيا مما في الجنة شيء إلا الأسماء .

وأخرج الديلمي عن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : في طعام العرس مثقال من ريح الجنة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ، عن مجاهد في قوله هذا الذي رزقنا من قبل قال : يقولون : ما أشبهه به! يقول : من كل صنف مثل .

[ ص: 208 ] وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : هذا الذي رزقنا من قبل قال : قولهم من قبل معناه : مثل الذي كان بالأمس .

وأخرج ابن جرير عن يحيى بن أبي كثير قال : يؤتى أحدهم بالصحفة فيأكل منها، ثم يؤتى بأخرى فيقول : هذا الذي أتينا به من قبل . فيقول الملك : كل فاللون واحد والطعم مختلف .

وأخرج وكيع، وعبد الرزاق، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : وأتوا به متشابها قال : متشابها في اللون مختلفا في الطعم، مثل الخيار من القثاء .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : وأتوا به متشابها قال : خيارا كله لا رذل فيه .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن الحسن في قوله : وأتوا به متشابها قال : خيارا كله، يشبه بعضه بعضا، لا رذل فيه، [ ص: 209 ] ألم تروا إلى ثمار الدنيا كيف ترذلون بعضه؟

وأخرج البزار، والطبراني ، عن ثوبان، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا ينزع رجل من أهل الجنة من ثمرها إلا أعيد في مكانها مثلاها .

وأخرج ابن عساكر في " تاريخه " من طريق رجاء بن حيوة، عن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان قال : بينا أنا أسير في أرض الجزيرة إذ مررت برهبان وقسيسين وأساقفة، فسلمت فردوا السلام فقلت : أين تريدون؟ قالوا : نريد راهبا في هذا الدير، نأتيه في كل عام فيخبرنا بما يكون في ذلك العام حتى لمثله من قابل فقلت : لآتين هذا الراهب فلأنظرن ما عنده - وكنت معنيا بالكتب - فأتيته وهو على باب ديره، فسلمت فرد السلام ثم قال : ممن أنت؟ فقلت : من المسلمين . قال : أمن أمة محمد؟ فقلت : نعم، فقال : من علمائهم أنت أم من جهالهم؟ قلت : ما أنا من علمائهم ولا من [ ص: 210 ] جهالهم . قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها ولا تبولون فيها ولا تتغوطون . قلت : نحن نقول ذلك وهو كذلك . قال : فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله كمثل الجنين في بطن أمه، إنه يأتيه رزق الله في بطنها ولا يبول ولا يتغوط، قال : فتربد وجهه، ثم قال لي : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك . قال : فإنكم تزعمون أنكم تدخلون الجنة فتأكلون من طعامها وتشربون من شرابها، ولا ينقص ذلك منها شيئا، قلت : نعم نحن نقول ذلك وهو كذلك . قال : فإن له مثلا في الدنيا فأخبرني ما هو؟ قلت : مثله في الدنيا كمثل الحكمة لو تعلم منها الخلق أجمعون لم ينقص ذلك منها شيئا . فتربد وجهه ثم قال : أما أخبرتني أنك لست من علمائهم؟ قلت : ما كذبتك ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية