صفحة جزء
قوله تعالى : كنتم خير أمة الآية .

أخرج عبد الرزاق ، والفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، [ ص: 725 ] والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه، عن ابن عباس في قوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس . قال : هم الذين هاجروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي في الآية قال : قال عمر بن الخطاب : لو شاء الله لقال : أنتم . فكنا كلنا، ولكن قال : "كنتم " في خاصة أصحاب محمد، ومن صنع مثل صنيعهم، كانوا خير أمة أخرجت للناس .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي ، عمن حدثه، عن عمر في قوله : كنتم خير أمة . قال : تكون لأولنا، ولا تكون لآخرنا .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن عكرمة في الآية قال : نزلت في ابن مسعود ، وعمار بن ياسر، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل .

وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية : كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية . ثم قال : يا أيها الناس، من سره أن [ ص: 726 ] يكون من تلكم الأمة فليؤد شرط الله منها .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس يقول : على هذا الشرط ؛ أن تأمروا بالمعروف، وتنهوا عن المنكر، وتؤمنوا بالله . يقول : لمن أنتم بين ظهرانيه، كقوله : ولقد اخترناهم على علم على العالمين .

وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، عن أبي هريرة في قوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس . قال : خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم، حتى يدخلوا في الإسلام .

وأخرج ابن المنذر ، من طريق عكرمة، عن ابن عباس : كنتم خير أمة أخرجت للناس قال : خير الناس للناس .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي بن كعب قال : لم تكن أمة أكثر استجابة في الإسلام من هذه الأمة، فمن ثم قال : كنتم خير أمة أخرجت للناس .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والترمذي وحسنه، وابن [ ص: 727 ] ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن معاوية بن حيدة، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس . قال : إنكم تتمون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله .

وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر لنا نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم وهو مسند ظهره إلى الكعبة : " نحن نكمل يوم القيامة سبعين أمة، نحن آخرها وخيرها " .

وأخرج أحمد بسند حسن ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء ؛ نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم " .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر : كنتم خير أمة أخرجت للناس . قال : أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن عطية في الآية قال : خير الناس [ ص: 728 ] للناس ، شهدتم للنبيين الذين كفر بهم قومهم بالبلاغ .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة في الآية قال : لم تكن أمة دخل فيها من أصناف الناس غير هذه الأمة .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " ، عن ابن عباس في قوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف . يقول : تأمرونهم أن يشهدوا أن لا إله إلا الله، والإقرار بما أنزل الله، ويقاتلونهم عليه ، ولا إله إلا الله هو أعظم المعروف، وتنهونهم عن المنكر، والمنكر هو التكذيب، وهو أنكر المنكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية