صفحة جزء
قوله تعالى : وزوجك .

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في “ الأسماء والصفات “، وابن عساكر من طريق السدي بن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن ابن مسعود وناس من الصحابة قالوا : لما سكن آدم الجنة كان يمشي فيها وحشا، ليس له زوج يسكن إليها، فنام نومة، [ ص: 279 ] فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله من ضلعه، فسألها ما أنت؟ قالت : امرأة، قال : ولم خلقت؟ قالت : تسكن إلي . قالت له الملائكة ينظرون ما بلغ علمه : ما اسمها يا آدم؟ قال : حواء، قالوا : لم سميت حواء؟ قال : لأنها خلقت من حي . فقال الله يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة .

وأخرج سفيان بن عيينة عن مجاهد قال : نام آدم فخلقت حواء من قصيراه فاستيقظ فرآها، فقال : من أنت؟ فقالت : أنا أثا، يعني : امرأة بالسريانية .

وأخرج البخاري، ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء من الضلع رأسه، وإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته تركته وفيه عوج، فاستوصوا بالنساء خيرا .

وأخرج ابن سعد، وابن عساكر عن ابن عباس قال : إنما سميت حواء [ ص: 280 ] لأنها أم كل حي .

وأخرج أبو الشيخ ، وابن عساكر من وجه آخر عن ابن عباس قال : إنما سميت المرأة مرأة لأنها خلقت من المرء، وسميت حواء لأنها أم كل حي .

وأخرج إسحاق بن بشر، وابن عساكر عن عطاء قال : لما سجدت الملائكة لآدم نفر إبليس نفرة ثم ولى مدبرا وهو يلتفت أحيانا ينظر هل عصى ربه أحد غيره، فعصمهم الله ثم قال الله لآدم : قم يا آدم فسلم عليهم، فقام فسلم عليهم وردوا عليه، ثم عرض الأسماء على الملائكة، فقال الله لملائكته : زعمتم أنكم أعلم منه أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك إن العلم منك ولك ولا علم لنا إلا ما علمتنا، فلما أقروا بذلك قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فقال آدم : هذه ناقة جمل بقرة نعجة شاة فرس، وهو من خلق ربي، فكل شيء سمى آدم فهو اسمه إلى يوم القيامة، وجعل يدعو كل شيء باسمه حين يمر بين يديه، حتى بقي الحمار، وهو آخر شيء مر عليه، فخالف الحمار من وراء ظهره فناداه آدم : أقبل [ ص: 281 ] يا حمار، فعلمت الملائكة أنه أكرم على الله وأعلم منهم، ثم قال له ربه : يا آدم ادخل الجنة تحيا وتكرم . فدخل الجنة فنهاه عن الشجرة قبل أن يخلق حواء، فكان آدم لا يستأنس إلى خلق في الجنة ولا يسكن إليه، ولم يكن في الجنة شيء يشبهه، فألقى الله عليه النوم وهو أول نوم كان، فانتزعت من ضلعه الصغرى من جانبه الأيسر، فخلقت حواء منه، فلما استيقظ آدم جلس فنظر إلى حواء تشبهه من أحسن البشر- ولكل امرأة فضل على الرجل بضلع- وكان الله علم آدم اسم كل شيء فجاءته الملائكة فهنوه وسلموا عليه فقالوا : يا آدم ما هذه؟ قال : هذه مرأة، قيل له : فما اسمها؟ قال : حواء، فقيل له : لم سميتها حواء؟ قال : لأنها خلقت من حي، فنفخ بينهما من روح الله، فما كان من شيء يتراحم الناس به فهو من فضل رحمتها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن أشعث الحداني قال : كانت حواء من نساء الجنة، وكان الولد يرى في بطنها- إذا حملت- ذكرا أم أنثى من صفائها .

[ ص: 282 ] وأخرج ابن عدي، وابن عساكر ، عن إبراهيم النخعي قال : لما خلق الله آدم وخلق له زوجته بعث إليه ملكا وأمره بالجماع ففعل، فلما فرغ قالت له حواء : يا آدم هذا طيب زدنا منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية