صفحة جزء
قوله تعالى : فكيف إذا جئنا الآية .

أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، والترمذي ، والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الدلائل"، من طرق عن ابن مسعود قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : «اقرأ علي» . قلت : يا رسول الله، أقرأ [ ص: 443 ] عليك، وعليك أنزل؟! قال : «نعم، إني أحب أن أسمعه من غيري» . فقرأت سورة "النساء"، حتى أتيت على هذه الآية : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فقال : «حسبك الآن» . فإذا عيناه تذرفان .

وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن مسعود : «اقرأ» . قال : أقرأ وعليك أنزل؟! قال : «إني أحب أن أسمعه من غيري» . فافتتح سورة "النساء" حتى بلغ : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد الآية، فاستعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكف عبد الله .

وأخرج ابن أبي حاتم ، والحسن بن سفيان، وأبو نعيم في "المعرفة"، والبغوي في "معجمه"، والطبراني ، بسند حسن، عن محمد بن فضالة الأنصاري - وكان ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم في بني ظفر، ومعه ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وناس من أصحابه، فأمر قارئا فقرأ، فأتى على هذه الآية : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه، وقال : «يا رب، هذا شهدت على من أنا بين ظهريه، فكيف بمن لم أره؟» .

[ ص: 444 ] وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : «يا رب، هذا شهدت على من أنا بين ظهريه، فكيف بمن لم أر؟» .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد قال : رسولها يشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى عليها فاضت عيناه .

وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «شهيدا عليهم ما دمت فيهم، فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم» .

التالي السابق


الخدمات العلمية