صفحة جزء
قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم الآيات .

أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان في قوله : خذوا حذركم قال : عدتكم من السلاح .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق علي، عن ابن عباس في قوله : فانفروا ثبات . قال : عصبا . يعني : سرايا متفرقين، أو انفروا جميعا يعني : كلكم .

وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : فانفروا ثبات . قال : عشرة فما فوق ذلك . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم . أما سمعت عمرو بن كلثوم التغلبي وهو يقول : [ ص: 534 ]

فأما يوم خشيتنا عليهم فتصبح خيلنا عصبا ثباتا



وأخرج أبو داود في "ناسخه"، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "سننه"، من طريق عطاء، عن ابن عباس قي سورة "النساء" : خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا عصبا وفرقا . قال : نسختها : وما كان المؤمنون لينفروا كافة الآية [التوبة : 12] .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن مجاهد في قوله : ثبات قال : فرقا قليلا .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن السدي : فانفروا ثبات قال : هي العصبة وهي الثبة، أو انفروا جميعا مع النبي صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة : أو انفروا جميعا أي : إذا نفر نبي الله صلى الله عليه وسلم فليس لأحد أن يتخلف عنه .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : وإن منكم لمن ليبطئن إلى قوله : فسوف نؤتيه أجرا عظيما ما بين ذلك في المنافق .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مقاتل بن حيان : وإن منكم لمن [ ص: 535 ] ليبطئن . قال : هو فيما بلغنا عبد الله بن أبي ابن سلول، رأس المنافقين ليبطئن قال : ليتخلفن عن الجهاد، فإن أصابتكم مصيبة من العدو وجهد من العيش : قال : قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا فيصيبني مثل الذي أصابهم من البلاء والشدة، ولئن أصابكم فضل من الله يعني : فتحا وغنيمة وسعة في الرزق، ليقولن المنافق وهو نادم في التخلف، (كأن لم يكن بينكم وبينه مودة) يقول : كأنه ليس من أهل دينكم في المودة، فهذا من التقديم : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما يعني : آخذ من الغنيمة نصيبا وافرا .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة : وإن منكم لمن ليبطئن عن الجهاد وعن الغزو في سبيل الله، فإن أصابتكم مصيبة قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا قال : هذا قول مكذب، ولئن أصابكم فضل من الله ليقولن الآية، قال : هذا قول حاسد .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن جريج : وإن منكم لمن ليبطئن . قال : المنافق يبطئ المسلمين عن الجهاد في سبيل الله، فإن أصابتكم مصيبة . قال : بقتل العدو من المسلمين، قال قد أنعم الله علي إذ لم أكن معهم شهيدا . قال : هذا قول الشامت، ولئن أصابكم فضل من الله [ ص: 536 ] ظهور المسلمين على عدوهم، وأصابوا منهم غنيمة ليقولن الآية، قال : قول الحاسد .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن السدي : الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة يقول : يبيعون الحياة الدنيا بالآخرة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير : فليقاتل يعني : يقاتل المشركين، في سبيل الله . قال : في طاعة الله، ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل يعني : يقتله العدو، أو يغلب يعني يغلب العدو من المشركين، فسوف نؤتيه أجرا عظيما يعني : جزاء وافرا في الجنة . فجعل القاتل والمقتول من المسلمين في جهاد المشركين شريكين في الأجر .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين قال : وفي المستضعفين .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق العوفي ، عن ابن عباس قال : المستضعفون : أناس مسلمون، كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا منها .

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين .

[ ص: 537 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن مجاهد في الآية قال : أمر المؤمنون أن يقاتلوا عن مستضعفين مؤمنين كانوا بمكة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة في قوله : ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها قال : مكة .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ، مثله .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد ، وعكرمة : واجعل لنا من لدنك نصيرا . قالا : حجة ثابتة .

وأخرج ابن المنذر عن قتادة : والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت يقول : في سبيل الشيطان .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال : إذا رأيتم الشيطان فلا تخافوه واحملوا عليه . إن كيد الشيطان كان ضعيفا قال مجاهد : كان الشيطان يتراءى لي في الصلاة، فكنت أذكر قول ابن عباس ، فأحمل عليه فيذهب عني .

التالي السابق


الخدمات العلمية