صفحة جزء
قوله تعالى : لكن الراسخون في العلم منهم الآية .

أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : لكن الراسخون في العلم منهم قال : استثنى الله منهم، فكان منهم من يؤمن بالله، وما أنزل عليهم، وما أنزل على نبي الله، يؤمنون به ويصدقون به، ويعلمون أنه الحق من ربهم .

وأخرج ابن إسحاق ، والبيهقي في (الدلائل)، عن ابن عباس في قوله : لكن الراسخون في العلم منهم الآية، قال : نزلت في عبد الله بن سلام، وأسيد بن سعية، وثعلبة بن سعية، فارقوا يهود وأسلموا . [ ص: 128 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي داود في (المصاحف)، وابن المنذر ، عن الزبير بن خالد قال : قلت لأبان بن عثمان بن عفان : ما شأنها كتبت : لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؟ قال : إن الكاتب لما كتب : لكن الراسخون حتى إذا بلغ قال : ما أكتب؟ قيل له : اكتب : والمقيمين الصلاة فكتب ما قيل له .

وأخرج أبو عبيد في (فضائله)، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي داود، وابن المنذر ، عن عروة ، قال : سألت عائشة عن لحن القرآن : إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون [المائدة : 69]، و والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة ، و إن هذان لساحران [طه : 63] .

فقالت : يا ابن أختي، هذا عمل الكتاب، أخطئوا في الكتاب . [ ص: 129 ] وأخرج ابن أبي داود، عن سعيد بن جبير قال : في القرآن أربعة أحرف : والصابئون ، و والمقيمين ، فأصدق وأكن من الصالحين [المنافقون : 10] و إن هذان لساحران .

وأخرج ابن أبي داود، عن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر القرشي قال : لما فرغ من المصحف أتي به عثمان، فنظر فيه فقال : قد أحسنتم، وأجملتم، أرى شيئا من لحن ستقيمه العرب بألسنتها، قال ابن أبي داود : هذا عندي يعني بلغتها فينا، وإلا فلو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعا، لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرءونه .

وأخرج ابن أبي داود، عن عكرمة قال : لما أتي عثمان بالمصحف، رأى فيه شيئا من لحن، فقال : لو كان المملي من هذيل، والكاتب من ثقيف لم يوجد فيه هذا .

وأخرج ابن أبي داود، عن قتادة ، أن عثمان لما رفع إليه المصحف قال : إن فيه لحنا، وستقيمه العرب بألسنتها .

وأخرج ابن أبي داود، عن يحيى بن يعمر قال : قال عثمان : إن في القرآن [ ص: 130 ] لحنا، وستقيمه العرب بألسنتها .

وأخرج ابن أبي داود، عن ابن عون قال : ربما اختلف الناس في الأمرين وكلاهما حق .

التالي السابق


الخدمات العلمية