صفحة جزء
قوله تعالى : فمن اضطر الآية .

أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فمن اضطر يعني إلى ما حرم مما سمى في صدر هذه السورة، في مخمصة يعني مجاعة، غير متجانف لإثم يقول : غير متعمد لإثم .

وأخرج الطستي في (مسائله)، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : في مخمصة قال : في مجاعة وجهد، قال : وهل تعرف [ ص: 189 ] العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت الأعشى وهو يقول :

تبيتون في المشتى ملاء بطونكم وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا .



وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم قال : في مجاعة غير متعرض لإثم .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد في الآية قال : رخص للمضطر إذا كان غير متعمد لإثم أن يأكله من جهد، فمن بغى، أو عدا، أو خرج في معصية الله، فإنه محرم عليه أن يأكله .

وأخرج أحمد، والحاكم وصححه، عن أبي واقد الليثي، أنهم قالوا : يا رسول الله، إنا بأرض تصيبنا بها المخمصة، فمتى تحل لنا الميتة؟ قال : (إذا لم تصطبحوا، ولم تغتبقوا، ولم تحتفئوا بقلا، فشأنكم بها) . [ ص: 190 ] وأخرج ابن سعد، وأبو داود ، عن الفجيع العامري، أنه قال : يا رسول الله، ما يحل لنا من الميتة؟ فقال : (ما طعامكم؟) قلنا : نغتبق، ونصطبح، قال عقبة : قدح غدوة، وقدح عشية، قال : (ذاك، وأبي الجوع)، وأحل لهم الميتة على هذه الحال .

وأخرج الحاكم وصححه، عن سمرة بن جندب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا رويت أهلك من اللبن غبوقا، فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة) .

التالي السابق


الخدمات العلمية