صفحة جزء
قوله تعالى : وترى كثيرا منهم الآيتين .

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان قال : هؤلاء اليهود، لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون إلى قوله : لبئس ما كانوا يصنعون ، قال : (يصنعون) و (يعملون) واحد، قال لهؤلاء حين لم ينهوا، كما قال لهؤلاء حين عملوا، وذلك الإركان .

وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة في قوله : وترى كثيرا منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت قال : كان هذا في حكام اليهود بين أيديكم . [ ص: 372 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس في قوله : لولا ينهاهم الربانيون والأحبار قال : فهلا ينهاهم الربانيون والأحبار؟ وهم الفقهاء والعلماء .

وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : لولا ينهاهم الربانيون والأحبار قال : أفلا ينهاهم العلماء والأحبار؟

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : لبئس ما كانوا يصنعون يعني الربانيين في تركهم ذلك .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن الضحاك في قوله : لبئس ما كانوا يصنعون قال : حيث لا ينهونهم عن قولهم الإثم وأكلهم السحت .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن علي، أنه قال في خطبته : أيها الناس، إنما هلك من هلك قبلكم بركوبهم المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار، فلما تمادوا في المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار أخذتهم [ ص: 373 ] العقوبات، فمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا ولا يقرب أجلا .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : ما في القرآن آية أشد توبيخا من هذه الآية : (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم العدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون) هكذا قرأ .

وأخرج ابن المبارك في (الزهد)، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن الضحاك بن مزاحم قال : ما في القرآن آية أخوف عندي من هذه الآية : لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون أساء الثناء على الفريقين جميعا .

وأخرج عبد بن حميد ، من طريق سلمة بن نبيط، عن الضحاك : لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت قال : الربانيون والأحبار فقهاؤهم وقراؤهم وعلماؤهم قال : ثم يقول الضحاك : ما أخوفني من هذه الآية! [ ص: 374 ] وأخرج أحمد، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن جرير، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما من قوم يكون بين أظهرهم من يعمل المعاصي هم أعز منه، وأمنع، لم يغيروا، إلا أصابهم الله منه بعذاب) .

التالي السابق


الخدمات العلمية