صفحة جزء
قوله تعالى : قد نعلم إنه ليحزنك الآية .

أخرج الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه والحاكم وصححه والضياء في المختارة ، عن علي قال : قال أبو جهل للنبي صلى الله عليه وسلم : إنا لا نكذبك ولكن نكذب بما جئت به، فأنزل الله : فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن أبي يزيد المدني ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي أبا جهل فجعل أبو جهل يلاطفه ويسائله ، فمر به بعض شياطينه فقال : أتفعل هذا ؟ قال : إي والله إني لأفعل به هذا ، وإني لأعلم أنه صادق ، ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف ؟ وتلا أبو يزيد : فإنهم لا يكذبونك الآية .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن مردويه ، عن أبي ميسرة قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي جهل فقال : يا محمد ، والله ما نكذبك ؛ إنك عندنا لمصدق، ولكنا نكذب بالذي جئت به ، فأنزل الله : فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون . [ ص: 41 ] وأخرج ابن جرير ، عن أبي صالح في الآية قال : جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين فقال له : ما يحزنك؟ فقال : كذبني هؤلاء ، فقال له جبريل : إنهم لا يكذبونك، إنهم ليعلمون أنك صادق ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .

وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي صالح قال : كان المشركون إذا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قال بعضهم لبعض فيما بينهم : إنه لنبي، فنزلت هذه الآية : قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ والضياء ، عن علي بن أبي طالب ، أنه قرأ " فإنهم لا يكذبونك " خفيفة . قال : لا يجيئون بحق هو أحق من حقك .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ والطبراني ، عن ابن عباس ، أنه قرأ " فإنهم لا يكذبونك " مخففة قال : لا يقدرون على ألا تكون رسولا ، ولا على ألا يكون القرآن قرآنا، فأما أن يكذبونك بألسنتهم فهم يكذبونك، فذاك الإكذاب وهذا التكذيب .

[ ص: 42 ] وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن محمد بن كعب ، أنه كان يقرؤها : " فإنهم لا يكذبونك " بالتخفيف ، يقول : لا يبطلون ما في يديك .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون قال : يعلمون أنك رسول الله ويجحدون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن ، أنه قرأ عنده رجل : " فإنهم لا يكذبونك " خفيفة . فقال الحسن : فإنهم لا يكذبونك وقال : إن القوم قد عرفوه ولكنهم جحدوا بعد المعرفة .

التالي السابق


الخدمات العلمية