صفحة جزء
قوله تعالى : فلما نسوا ما ذكروا به الآيتين .

أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طريق علي ، عن ابن [ ص: 49 ] عباس في قوله : فلما نسوا ما ذكروا به قال : يعني تركوا ما ذكروا به .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : فلما نسوا ما ذكروا به قال : ما دعاهم الله إليه ورسله ، أبوه وردوه عليهم .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : فتحنا عليهم أبواب كل شيء قال : رخاء الدنيا ويسرها على القرون الأولى .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : فتحنا عليهم أبواب كل شيء قال : يعني الرخاء وسعة الرزق .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي في قوله : حتى إذا فرحوا بما أوتوا قال : من الرزق أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون قال : مهلكون متغير حالهم فقطع دابر القوم الذين ظلموا يقول : قطع أصل الذين ظلموا .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن محمد بن النضر الحارثي في قوله : أخذناهم بغتة قال : أمهلوا عشرين سنة .

[ ص: 50 ] وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : فإذا هم مبلسون قال : المبلس المجهود المكروب الذي قد نزل به الشر الذي لا يدفعه ، والمبلس أشد من المستكين، وفي قوله : فقطع دابر القوم الذين ظلموا قال : استؤصلوا .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد : فإذا هم مبلسون قال : الاكتئاب ، وفي لفظ قال : آيسون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : الإبلاس تغيير الوجوه ، وإنما سمي إبليس لأن الله نكس وجهه وغيره .

وأخرج أحمد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن المنذر والطبراني في الكبير وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا - وهو مقيم على معاصيه - ما يحب فإنما هو استدراج ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء الآية ، والآية التي بعدها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عبادة بن الصامت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بقوم بقاء أو نماء رزقهم [ ص: 51 ] القصد والعفاف ، وإذا أراد بقوم اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحسن قال : من وسع عليه فلم ير أنه يمكر به فلا رأي له ، ومن قتر عليه فلم ير أنه ينظر له فلا رأي له ثم قرأ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء الآية ، وقال الحسن : مكر بالقوم ورب الكعبة ؛ أعطوا حاجاتهم ثم أخذوا .

وأخرج ابن المنذر ، عن جعفر قال : أوحى الله إلى داود : خفني على كل حال ، وأخوف ما تكون عند تظاهر النعم عليك ؛ لا أصرعك عندها ثم لا أنظر إليك .

وأخرج البيهقي في الشعب ، عن أبي حازم قال : إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره ، قال : وكل نعمة لا تقرب من الله عز وجل فهي بلية .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة قال : بغت القوم أمر الله ، ما أخذ الله قوما قط إلا عند [ ص: 52 ] سلوتهم وغرتهم ونعيمهم ، فلا تغتروا بالله فإنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الربيع بن أنس قال : إن البعوضة تحيا ما جاعت ، فإذا شبعت ماتت ، وكذلك ابن آدم إذا امتلأ من الدنيا أخذه الله عند ذلك ، ثم تلا حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة .

وأخرج الطستي ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : فقطع دابر القوم الذين ظلموا قال : قطع أصلهم ، واستؤصلوا من ورائهم ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت زهيرا وهو يقول :


القائد الخيل منكوبا دوابرها محكومة حكمات القد والأبقا



التالي السابق


الخدمات العلمية