صفحة جزء
قوله تعالى : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الآية .

أخرج أحمد والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والدارقطني في الأفراد ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت هذه الآية : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم شق ذلك على الناس فقالوا : يا رسول الله، وأينا لا يظلم نفسه ! قال : إنه ليس الذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح : إن الشرك لظلم عظيم [لقمان : 13] إنما هو الشرك .

وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي بكر الصديق ، أنه سئل عن هذه الآية : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : ما تقولون ؟ قالوا : لم يظلموا ، قال : حملتم الأمر على أشده بظلم : بشرك ، ألم تسمع إلى قول الله : إن الشرك لظلم عظيم ؟ [ ص: 117 ] وأخرج أبو الشيخ ، عن عمر بن الخطاب : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : بشرك .

وأخرج الفريابي ، وأبو عبيد ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن حذيفة : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : بشرك .

وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وأبو الشيخ ، وأبو نصر السجزي في الإبانة عن سلمان الفارسي ، أنه سئل عن هذه الآية ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : إنما عنى به الشرك ألم تسمع الله يقول : إن الشرك لظلم عظيم ؟ .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير وأبو الشيخ من طرق ، عن أبي بن كعب في قوله : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : ذاك الشرك .

وأخرج ابن المنذر ، والحاكم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن عمر بن الخطاب كان إذا دخل بيته نشر المصحف يقرؤه ، فدخل ذات يوم فقرأ سورة الأنعام ، فأتى على هذه الآية : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم إلى آخر الآية ، فانتعل وأخذ رداءه ، ثم أتى أبي بن كعب فقال : يا أبا المنذر، [ ص: 118 ] أتيت على هذه الآية : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم وقد ترى أنا نظلم ونفعل ونفعل . فقال : يا أمير المؤمنين، إن هذا ليس بذاك ، يقول الله : إن الشرك لظلم عظيم إنما ذلك الشرك .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر وأبو الشيخ من طرق ، عن ابن عباس : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : بشرك .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن مجاهد : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : بشرك .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن مجاهد : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : بعبادة الأوثان .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : ولم يلبسوا إيمانهم بظلم يقول : لم يخلطوا إيمانهم بشرك .

وأخرج الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن علي بن أبي طالب في قوله : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قال : نزلت هذه الآية في إبراهيم وأصحابه خاصة ، ليس في هذه الأمة .

[ ص: 119 ] وأخرج أحمد والطبراني وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن جرير بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا ، فانتهى إلينا فسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من أين أقبلت؟ فقال : من أهلي وولدي وعشيرتي أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : قد أصبته ، قال : علمني ما الإيمان . قال : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ، قال : قد أقررت ، ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان، فهوى ووقع الرجل على هامته فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا من الذين عملوا قليلا وأجروا كثيرا ، هذا من الذين قال الله : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون . إني رأيت الحور العين يدخلن في فيه من ثمار الجنة ، فعلمت أن الرجل مات جائعا .

وأخرج الحكيم الترمذي ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير ساره ، إذ عرض له أعرابي فقال : والذي بعثك بالحق لقد خرجت من بلادي وتلادي لأهتدي بهداك، وآخذ من قولك فاعرض علي . فعرض عليه الإسلام، فقبل ، فازدحمنا حوله ، فدخل خف بكره في ثقب جرذان ، فتردى الأعرابي فانكسرت عنقه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 120 ] أسمعتم بالذي عمل قليلا وأجر كثيرا ؟ هذا منهم أسمعتم بـ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم هذا منهم .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن بكر بن سوادة قال : حمل رجل من العدو على المسلمين فقتل رجلا ، ثم حمل فقتل آخر، ثم حمل فقتل آخر، ثم قال : أينفعني الإسلام بعد هذا ؟ قالوا : ما ندري . فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : نعم ، فضرب فرسه فدخل فيهم ، ثم حمل على أصحابه فقتل رجلا ثم آخر، ثم قتل ، قال : فيرون أن هذه الآية نزلت فيه : الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم الآية .

وأخرج عبد بن حميد ، عن إبراهيم التيمي، أن رجلا سأل عنها النبي صلى الله عليه وسلم ، فسكت حتى جاء رجل فأسلم ، فلم يلبث إلا قليلا حتى قاتل فاستشهد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هذا منهم من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم .

وأخرج البغوي في معجمه ، وابن أبي حاتم ، وابن قانع والطبراني ، وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن سخبرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ابتلي فصبر ، وأعطي فشكر ، وظلم فغفر ، وظلم فاستغفر ، ثم سكت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، ما له ؟ قال : أولئك لهم الأمن وهم مهتدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية