صفحة جزء
قوله تعالى : ومن أظلم الآية .

- أخرج الحاكم في المستدرك ، عن شرحبيل بن سعد قال : نزلت في عبد الله بن أبي سرح : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء الآية ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فر إلى عثمان أخيه من الرضاعة ، فغيبه عنده حتى اطمأن أهل مكة ثم استأمن له .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي خلف الأعمى قال : كان ابن أبي سرح يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي ، فأتى أهل مكة ، فقالوا : يا ابن أبي سرح ، كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال : كنت أكتب كيف شئت ، فأنزل الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .

[ ص: 131 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشي، أسلم ، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم ، فكان إذا أملى عليه "سميعا عليما" كتب "عليما حكيما" وإذا قال "عليما حكيما" كتب "سميعا عليما" فشك وكفر وقال : إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء قال : نزلت في مسيلمة الكذاب ونحوه ممن دعا إلى مثل ما دعا إليه، ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ومن أظلم الآية ، قال : ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في مسيلمة .

وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن عكرمة في قوله : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء قال : نزلت في مسيلمة فيما كان يسجع ويتكهن به ، ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله [ ص: 132 ] قال : نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان فيما يملى : " عزيز حكيم " فيكتب : " غفور رحيم " فيغيره ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حول فيقول : نعم سواء ، فرجع عن الإسلام ولحق بقريش .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عكرمة قال : لما نزلت والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا [المرسلات : 1 ، 2] قال النضر - وهو من بني عبد الدار - : والطاحنات طحنا ، والعاجنات عجنا ، قولا كثيرا ، فأنزل الله : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء الآية .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن مسعود قال : ما من القرآن شيء إلا قد عمل به من كان قبلكم ، وسيعمل به من بعدكم ، حتى كنت لأمر بهذه الآية : ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ولم يعمل هذا أهل هذه القبلة حتى كان المختار بن أبي عبيد .

التالي السابق


الخدمات العلمية