صفحة جزء
قوله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه الآية .

أخرج ابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق والفريابي ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي جعفر المدائني، رجل من بني هاشم وليس هو محمد بن علي قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأحسنهم لما بعده استعدادا ، قال : وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قالوا : كيف يشرح صدره يا رسول الله ؟ قال : نور يقذف فيه فينشرح له وينفسح له ، قالوا : فهل لذلك من إمارة يعرف بها ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل لقاء الموت .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الفضيل ، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أرأيت قول الله : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام فكيف الشرح ؟ قال : إذا أراد الله بعبد خيرا قذف في قلبه النور، [ ص: 197 ] فانفسح لذلك صدره . فقال : يا رسول الله هل لذلك من آية يعرف بها ؟ قال : نعم ، قال : فما آية ذلك ؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، وحسن الاستعداد للموت قبل نزوله .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ذكر الموت ، عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هل لهذه الآية علم تعرف به ؟ قال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل أن ينزل .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير وأبو الشيخ ، وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الشعب من طرق ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت هذه الآية : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قال : إذا أدخل الله النور القلب انشرح وانفسح ، قالوا : فهل لذلك من آية يعرف بها ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : قال رجل : يا رسول الله أي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم له استعدادا ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قلت : وكيف يشرح صدره للإسلام ؟ قال : هو نور يقذف فيه ، إن النور إذا [ ص: 198 ] وقع في القلب انشرح له الصدر وانفسح ، قالوا : يا رسول الله هل لذلك من علامة يعرف بها ؟ قال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بئس القوم قوم لا يقومون لله بالقسط ، بئس القوم قوم يقتلون الذين يأمرون بالقسط .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، وابن النجار في تاريخه، عن عبد الله بن المسور - وكان من ولد جعفر بن أبي طالب - قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام قالوا : يا رسول الله ما هو هذا الشرح ؟ قال : نور يقذف به في القلب ينفسح له القلب ، قالوا : فهل لذلك من إمارة يعرف بها ؟ قال : نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل الموت .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام يقول : يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به ، ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول : شاكا كأنما يصعد في السماء يقول : كما لا يستطيع ابن آدم أن يبلغ السماء ، فكذلك لا يقدر على أن يدخل التوحيد والإيمان قلبه حتى [ ص: 199 ] يدخله الله في قلبه .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن أبي الصلت الثقفي ، أن عمر بن الخطاب قرأ هذه الآية : ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا بنصب الراء ، وقرأها بعض من عنده من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم " حرجا " بالخفض ، فقال عمر : ابغوني رجلا من كنانة واجعلوه راعيا ، وليكن مدلجيا ، فأتوه به فقال له عمر : يا فتى ما الحرجة فيكم ؟ قال : الحرجة فينا : الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء ، فقال عمر : كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم ، أنه قرأ " ضيقا حرجا " بكسر الراء .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن قتادة : ضيقا حرجا أي ملتبسا .

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن جريج : ضيقا حرجا أي بلا إله إلا الله ، لا يستطيع أن يدخلها في صدره ، لا يجد لها في صدره مساغا .

وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد : كأنما يصعد في السماء من شدة ذلك عليه .

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس في قوله : [ ص: 200 ] [159و] ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا يقول : من أراد الله أن يضله يضيق عليه حتى يجعل الإسلام عليه ضيقا ، والإسلام واسع ، وذلك حين يقول : وما جعل عليكم في الدين من حرج [الحج : 78] يقول : ما في الإسلام من ضيق .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن عطاء الخراساني في قوله : يجعل صدره ضيقا حرجا قال : ليس للخير فيه منفذ كأنما يصعد في السماء يقول : مثله كمثل الذي لا يستطيع أن يصعد في السماء .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : كذلك يجعل الله الرجس قال : الرجس ما لا خير فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية