صفحة جزء
قوله تعالى : يوم يأتي بعض آيات ربك الآية .

أخرج أحمد ، وعبد بن حميد في مسنده ، والترمذي ، وأبو يعلى ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .

[ ص: 266 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد، عن أبي سعيد الخدري : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج الطبراني ، وابن عدي ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، ونعيم بن حماد في الفتن ، والطبراني ، عن ابن مسعود في قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج سعيد بن منصور ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والطبراني ، عن ابن مسعود : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس والقمر من مغربهما مقترنين كالبعيرين القرينين ثم قرأ : وجمع الشمس والقمر [القيامة : 9] .

وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد : يوم يأتي بعض آيات ربك قال : طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وأحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو [ ص: 267 ] داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها ، ثم قرأ الآية .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، والترمذي ، وابن جرير ، وابن مردويه والبيهقي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثلاث إذا خرجت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم ، وعبد بن حميد وأبو داود ، وابن ماجه ، وابن المنذر ، وابن مردويه والبيهقي ، عن عبد الله بن عمرو قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة ضحى ، فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ، ثم [ ص: 268 ] قال عبد الله - وكان قرأ الكتب - : وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع ، فأذن لها في الرجوع ، حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل ؛ أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ، ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب ، وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت : رب ما أبعد المشرق ! من لي بالناس ؟ [161ظ] حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها : من مكانك فاطلعي ، فطلعت على الناس من مغربها ، ثم تلا عبد الله هذه الآية : لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .

وأخرج ابن مردويه ، عن حذيفة قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما آية طلوع الشمس من مغربها ؟ فقال : تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين ، فينتبه الذين كانوا يصلون فيها ، فيعملون كما كانوا ، [ ص: 269 ] والنجوم لا ترى قد قامت مكانها ، ثم يرقدون ، ثم يقومون فيعملون ، ثم يرقدون ثم يقومون ، فتكل عليهم جنوبهم حتى يتطاول عليهم الليل ، فيفزع الناس ولا يصبحون ، فبينما هم ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذا هي طلعت من مغربها ، فإذا رآها الناس آمنوا ، ولا ينفعهم إيمانهم .

وأخرج عبد بن حميد ، ومسلم ، وأبو داود والترمذي والنسائي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه والبيهقي ، عن أبي ذر قال : كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار وعليه برذعة وقطيفة ، وذاك عند غروب الشمس ، فقال : يا أبا ذر أتدري أين تغيب هذه ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنها تغرب في عين حامية ، تنطلق حتى تخر لربها ساجدة تحت العرش ، فإذا حان خروجها أذن لها فتخرج فتطلع ، فإذا أراد أن يطلعها من حيث تغرب حبسها فتقول : يا رب إن سيري بعيد ، فيقول لها : اطلعي من [ ص: 270 ] حيث غربت ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل فهو آية لا ينفع مشركا إيمانه عند الآيات ، وينفع أهل الإيمان عند الآيات إن كانوا اكتسبوا خيرا قبل ذلك . قال ابن عباس : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية من العشيات فقال لهم : يا عباد الله توبوا إلى الله بقراب ، فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب ، فإذا فعلت ذلك حبست التوبة ، وطوي العمل ، وختم الإيمان ، فقال الناس : هل لذلك من آية يا رسول الله ؟ فقال : آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال ، فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له ، ثم يقضون صلاتهم والليل كأنه لم ينقض، فيضطجعون حتى إذا استيقظوا والليل مكانه ، فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم ، فإذا أصبحوا فطال عليهم طلوع الشمس ، فبينما هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب ، فإذا فعلت ذلك لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : [ ص: 271 ] يوم يأتي بعض آيات ربك الآية ، قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : بادروا بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال، والدخان، ودابة الأرض ، وخويصة أحدكم ، وأمر العامة ؛ القيامة ، ذكر لنا أن قائلا قال : يا نبي الله ما آية طلوع الشمس من مغربها ؟ قال : تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين ، فيقوم المتهجدون لحينهم الذي كانوا يصلون فيه ، فيصلون حتى يقضوا صلاتهم والنجوم مكانها لا تسري ، ثم يأتون فرشهم فيرقدون حتى تكل جنوبهم ، ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول عليهم الليل ، فيفزع الناس ، ثم يصبحون ، ولا يصبحون إلا عصرا عصرا ، فبينما هم ينتظرونها من مشرقها إذ فجئتهم من مغربها .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قال : لا ينفعها الإيمان إن آمنت ، ولا تزداد في عمل إن لم تكن عملته .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي في قوله : أو كسبت في إيمانها خيرا يقول : كسبت في تصديقها عملا صالحا ، هؤلاء أهل القبلة ، وإن كانت مصدقة لم تعمل قبل ذلك خيرا فعملت بعد أن رأت الآية لم يقبل منها ، وإن عملت قبل الآية خيرا ثم عملت بعد الآية خيرا قبل منها .

[ ص: 272 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مقاتل في قوله : أو كسبت في إيمانها خيرا يعني المسلم الذي لم يعمل في إيمانه خيرا ، وكان قبل الآية مقيما على الكبائر .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن عمرو قال : يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنما الآيات خرزات منظومات في سلك ، انقطع السلك فتبع بعضها بعضا .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الأمارات خرزات منظومات بسلك ، فإذا انقطع السلك تبع بعضه بعضا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، والحاكم ، عن ابن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الآيات خرز منظومات في سلك يقطع السلك فيتبع بعضها بعضا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن حذيفة قال : لو أن رجلا ارتبط فرسا في سبيل الله فأنتجت مهرا عند أول الآيات ما ركب المهر حتى يرى آخرها .

[ ص: 273 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، عن حذيفة قال : إذا رأيتم أول الآيات تتابعت .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن أبي هريرة قال : الآيات كلها في ثمانية أشهر .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن أبي العالية قال : الآيات كلها في ستة أشهر .

وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ في العظمة ، والحاكم وصححه ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن الشمس إذا غربت سلمت وسجدت واستأذنت فيؤذن لها ، حتى إذا كان يوما غربت فسلمت وسجدت واستأذنت فلا يؤذن لها فتقول : يا رب إن المشرق بعيد ، وإني إن لا يؤذن لي لا أبلغ . قال : فتحبس ما شاء الله ، ثم يقال لها ، اطلعي من حيث غربت ، فمن يومئذ إلى يوم القيامة لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت الآية .

وأخرج البيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : الآية التي لا ينفع نفسا إيمانها ؛ إذا طلعت الشمس من مغربها .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن أبي أوفى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ليأتين على الناس ليلة بقدر ثلاث ليال من لياليكم هذه ، فإذا كان ذلك يعرفها المصلون ، يقوم أحدهم فيقرأ حزبه ، ثم ينام ، ثم يقوم فيقرأ حزبه ، ثم ينام ثم يقوم ، فبينما هم كذلك ماج الناس بعضهم في بعض، [ ص: 274 ] فقالوا : ما هذا ؟ فيفزعون إلى المساجد ، فإذا هم بالشمس قد طلعت من مغربها ، فضج الناس ضجة واحدة، حتى إذا صارت في وسط السماء رجعت وطلعت من مطلعها ، وحينئذ لا ينفع نفسا إيمانها .

وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وأحمد ، وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي ، وابن ماجه والطبراني ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ والبيهقي ، وابن مردويه ، عن صفوان بن عسال ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله جعل بالمغرب بابا عرضه سبعون عاما ، مفتوحا للتوبة لا يغلق ما لم تطلع الشمس من مغربها من قبله ، فذلك قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها ولفظ ابن ماجه : فإذا طلعت من نحوه لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .

وأخرج الطبراني ، عن صفوان بن عسال قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشأ يحدثنا : إن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب ، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوم يأتي بعض آيات ربك الآية . [ ص: 275 ] وأخرج عبد الرزاق وأحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، والبيهقي في البعث ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه .

وأخرج عبد بن حميد والطبراني ، عن ابن مسعود قال : التوبة معروضة على ابن آدم ما لم يخرج إحدى ثلاث ؛ ما لم تطلع الشمس من مغربها ، أو تخرج الدابة ، أو يخرج يأجوج ومأجوج ، وقال : مهما يأت عليكم عام فالآخر شر .

وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد وأبو داود والنسائي ، عن معاوية بن أبي سفيان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها .

وأخرج أحمد والبيهقي في شعب الإيمان ، وابن مردويه من طريق مالك بن يخامر السكسكي ، عن عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاصي ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الهجرة خصلتان ، إحداهما أن تهجر السيئات ، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله ، ولا تنقطع الهجرة ما تقبل التوبة ، ولا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من المغرب ، فإذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه ، وكفي الناس العمل . [ ص: 276 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن ابن مسعود قال : مضت الآيات غير أربع ؛ الدجال والدابة ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، والآية التي يختم الله بها الأعمال ، طلوع الشمس من مغربها ، ثم قرأ : يوم يأتي بعض آيات ربك الآية ، قال : فهي طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة وخنازير ، وتطوى الدواوين ، وتجف الأقلام ، لا يزاد في حسنة ، ولا ينقص من سيئه ، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا .

وأخرج عبد الرزاق ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عائشة قالت : إذا خرج أول الآيات طرحت الأقلام وطويت الصحف وحبست الحفظة ، وشهدت الأجساد على الأعمال .

وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد ، ومسلم ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال ستا ، طلوع [ ص: 277 ] الشمس من مغربها ، والدجال، والدخان، ودابة الأرض ، وخويصة أحدكم ، وأمر العامة ، قال قتادة : خويصة أحدكم : الموت ، وأمر العامة : أمر الساعة .

وأخرج ابن ماجه ، عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : بادروا بالأعمال ستا ؛ طلوع الشمس من مغربها ، والدخان، ودابة الأرض ، والدجال ، وخويصة أحدكم، وأمر العامة .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العظائم سبع ؛ مضت واحدة وهي الطوفان ، وبقيت فيكم ست ؛ طلوع الشمس من مغربها ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، والصور .

وأخرج عبد بن حميد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقوم الساعة حتى يلتقي الشيخان الكبيران فيقول أحدهما لصاحبه : متى ولدت ؟ فيقول : زمن طلعت الشمس من مغربها .

وأخرج عبد بن حميد ، عن قتادة قال : كنا نحدث أن الآيات يتتابعن تتابع النظام في الخيط عاما فعاما .

وأخرج عبد بن حميد ، عن عبد الله بن عمرو قال : الآيات خرزات منظومات في سلك انقطع السلك فتبع بعضهن بعضا .

وأخرج ابن ماجه ، والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي ، عن أبي قتادة قال : [ ص: 278 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الآيات بعد المائتين .

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن مسعود قال : إن الناس بعد الآية يصلون ويصومون ويحجون ، فيتقبل الله ممن كان يتقبل منه قبل الآية ، ومن لم يتقبل منه قبل الآية لم يتقبل منه بعد الآية .

وأخرج ابن مردويه ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن ابن عمر قال : يبيت الناس يسيرون إلى جمع ، وتبيت دابة الأرض تسري إليهم ، فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها ، فما من مؤمن إلا تمسحه ، ولا منافق ولا كافر إلا تخطمه ، وإن التوبة لمفتوحة ، ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشيء الحنيذ ، وإن التوبة لمفتوحة ، ثم تطلع الشمس من مغربها . [ ص: 279 ] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ، وابن ماجه ، وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن حذيفة بن أسيد قال : أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من علية ونحن نتذاكر فقال : ماذا تذكرون ؟ قلنا : نتذاكر الساعة ، قال : فإنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ؛ الدخان والدجال وعيسى ابن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، وثلاثة خسوف ؛ خسف [162و] بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن أو اليمن ، تطرد الناس إلى المحشر ، تنزل معهم إذا نزلوا ، وتقيل معهم إذا قالوا .

وأخرج البيهقي ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن يأجوج ومأجوج ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من صلبه ألف فصاعدا ، وإن من ورائهم ثلاث أمم ما يعلم عدتهم إلا الله ؛ منسك وتاويل وتاريس ، وإن الشمس إذا طلعت كل يوم أبصرها الخلق كلهم ، فإذا غربت خرت ساجدة ، فتسلم وتستأذن فلا يؤذن لها ، ثم تستأذن فلا يؤذن لها ، ثم الثالثة فلا يؤذن لها فتقول : يا رب إن عبادك ينظروني والمدى بعيد ، فلا يؤذن لها ، حتى إذا كان قدر ليلتين أو ثلاث قيل لها : اطلعي من حيث غربت ، فتطلع فيراها أهل الأرض كلهم ، وهي فيما بلغنا [ ص: 280 ] أول الآيات ؛ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ،فيذهب الناس فيتصدقون بالذهب الأحمر ، فلا يؤخذ منهم ويقال : لو كان بالأمس .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي ، عن عبد الله بن مسعود أنه قال ذات يوم لجلسائه : أرأيتم قول الله عز وجل : تغرب في عين حمئة [الكهف : 86] ماذا يعني بها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إذا غربت سجدت له وسبحته وعظمته وكانت تحت العرش ، فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته واستأذنته ، فيؤذن لها ، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها : اثبتي ، فإذا حضر طلوعها سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها : اثبتي ، فتحبس مقدار ليلتين . قال : ويفزع إليها المتهجدون ، وينادي الرجل جاره : يا فلان ، ما شأننا الليلة ؟ لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أعييت ! ثم يقال لها : اطلعي من حيث غربت ، فذاك يوم لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل الآية .

وأخرج سعيد بن منصور ، والحارث بن أبي أسامة ، والبيهقي ، عن ابن عباس قال : خطبنا عمر فقال : أيها الناس سيكون قوم من هذه الأمة يكذبون بالرجم ، ويكذبون بالدجال ، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها ، ويكذبون [ ص: 281 ] بعذاب القبر ، ويكذبون بالشفاعة ، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا .

وأخرج البخاري في تاريخه وأبو الشيخ في العظمة ، وابن عساكر ، عن كعب قال : إذا أراد الله أن تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب ، فجعل مشرقها مغربها ، ومغربها مشرقها .

وأخرج ابن مردويه بسند واه ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : خلق الله عند المشرق حجابا من الظلمة على البحر السابع على مقدار ليالي الدنيا كلها ، فإذا كان غروب الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل ، فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ، ثم يستقبل المغرب ، فلا يزال يرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا ، وهو يراعي الشفق ، فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ، ثم ينشر جناحيه فيبلغان أقطار الأرض وأكناف السماء ، فيجاوزان ما شاء الله أن يجاوزا في الهواء ، فيشق ظلمة الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله ، حتى يبلغ المغرب على قدر ساعات الليل ، فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق ، ضم جناحه وضم الظلمة بعضها إلى بعض بكفيه ، حتى يقبض عليها [ ص: 282 ] بكف واحدة مثل قبضته حين تناولها من الحجاب بالمشرق ، ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع ، فمن هناك تكون ظلمة الليل ، فإذا حول ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور ، فضوء النهار من قبل الشمس ، وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب ، فلا تزال الشمس تجري من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعل الله لتوبة عباده ، فتستأذن الشمس من أين تطلع ، ويستأذن القمر من أين يطلع ، فلا يؤذن لهما ، فيحسبان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر ، فلا يعرف مقدار حبسهما إلا قليل من الناس ، وهم بقية أهل الأرض ، وحملة القرآن يقرأ كل رجل منهم ورده في تلك الليلة ، حتى إذا فرغ منه نظر فإذا ليلته على حالها ، فيعود فيقرأ ورده ، فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها ، فيعود فيقرأ ورده ، فإذا فرغ منه نظر فإذا الليلة على حالها ، فلا يعرف طول تلك الليلة إلا حملة القرآن فينادي بعضهم بعضا ، فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة ، ومقدار تلك الليلة مقدار ثلاث ليال ، ثم يرسل الله جبريل عليه السلام إلى الشمس والقمر فيقول : إن الرب عز وجل أمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا منها ، فإنه لا ضوء لكما عندنا ولا نور ، فتبكي الشمس والقمر من خوف يوم القيامة وخوف الموت ، فيرجع الشمس والقمر فيطلعان من مغاربهما ، فبينا الناس كذلك يبكون [ ص: 283 ] ويتضرعون إلى الله عز وجل ، والغافلون في غفلاتهم ، إذ نادى مناد : ألا إن باب التوبة قد أغلق ، والشمس والقمر قد طلعا من مغاربهما . فينظر الناس فإذا هما أسودان كالعكمين لا ضوء لهما ولا نور ، فذلك قوله : وجمع الشمس والقمر [القيامة : 9] فيرتفعان مثل البعيرين المقرونين المعقورين ينازع كل واحد منهما صاحبه استباقا ، ويتصايح أهل الدنيا ، وتذهل الأمهات ، وتضع كل ذات حمل حملها ، فأما الصالحون والأبرار ، فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ، ويكتب لهم عبادة ، وأما الفاسقون والفجار فلا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ، ويكتب عليهم حسرة ، فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السماء وهو منصفها جاءهما جبريل عليه السلام فأخذ بقرونهما فردهما إلى المغرب فلا يغربهما في مغاربهما ، ولكن يغربهما في مغاربها التي في باب التوبة .

فقال عمر بن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم : وما باب التوبة ؟ فقال : يا عمر خلق الله بابا للتوبة خلف المغرب ، وهو من أبواب الجنة له مصراعان من ذهب مكللان بالدر والجوهر ، ما بين المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع ، فذلك الباب مفتوح منذ خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع [ ص: 284 ] الشمس والقمر من مغاربهما ، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب ، ثم ترفع إلى الله . فقال معاذ بن جبل : يا رسول الله وما التوبة النصوح؟ قال : أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيهرب إلى الله منه ، ثم لا يعود إليه حتى يعود اللبن في الضرع ، قال : فيغربهما جبريل في ذلك الباب ، ثم يرد المصراعين فيلتئم ما بينهما ، ويصيران كأنهما لم يكن فيهما صدع قط ولا خلل ، فإذا أغلق باب التوبة لم تقبل لعبد بعد ذلك توبة ، ولم تنفعه حسنة يعملها بعد ذلك إلا ما كان قبل ذلك ، فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري لهم قبل ذلك فذلك قوله : يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ، فقال أبي بن كعب : يا رسول الله ، فداك أبي وأمي ، فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك ؟ وكيف بالناس والدنيا ؟ قال : يا أبي إن الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك ضوء النور ، ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك ، وأما الناس فإنهم حين رأوا ما رأوا من تلك الآية وعظمها يلحون على الدنيا فيعمرونها ، ويجرون فيها الأنهار ، ويغرسون فيها الأشجار ، ويبنون فيها البنيان ، فأما الدنيا فإنه لو نتج رجل مهرا لم يركب حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى يوم ينفخ في [ ص: 285 ] الصور .


وأخرج نعيم بن حماد في الفتن ، والحاكم في المستدرك وضعفه ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بين أذني حمار الدجال أربعون ذراعا ، وخطوة حماره مسيرة ثلاثة أيام ، يخوض البحر على حماره كما يخوض أحدكم الساقية على فرسه ، ويقول : أنا رب العالمين ، وهذه الشمس تجري بإذني ، أفتريدون أن أحبسها ؟ فتحبس الشمس حتى يجعل اليوم كالشهر والجمعة ، ويقول : أتريدون أن أسيرها ؟ فيقولون : نعم ، فيجعل اليوم كالساعة ، وتأتيه المرأة فتقول : يا رب أحي لي ابني وأخي وزوجي حتى إنها تعانق شيطانا ، وبيوتهم مملوءة شياطين ، ويأتيه الأعرابي فيقول : يا رب أحي لنا إبلنا وغنمنا فيعطيهم شياطين أمثال إبلهم وغنمهم سواء بالسن والسمة ، فيقولون : لو لم يكن هذا ربنا لم يحي لنا موتانا ، ومعه جبل من مرق ، وعراق اللحم حار لا يبرد ، ونهر جار ، وجبل من جنان وخضرة ، وجبل من نار ودخان ، يقول : هذه جنتي وهذه ناري ، وهذا طعامي وهذا شرابي ، واليسع عليه السلام معه ينذر الناس يقول : هذا المسيح الكذاب فاحذروه لعنه الله ، ويعطيه الله من السرعة والخفة ما لا يلحقه الدجال ، فإذا قال : أنا رب العالمين ، قال له الناس : [ ص: 286 ] كذبت . ويقول اليسع : صدق الناس ، فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا ميكائيل بعثني الله لأمنعه من حرمه ، ويمر بالمدينة فإذا هو بخلق عظيم فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا جبريل بعثني الله لأمنعه من حرم رسوله ، فيمر الدجال بمكة ، فإذا رأى ميكائيل ولى هاربا ويصيح فيخرج إليه من مكة منافقوها ومن المدينة كذلك ، ويأتي النذير إلى الذين فتحوا القسطنطينية ، ومن تألف من المسلمين ببيت المقدس . قال : فيتناول الدجال ذلك الرجل فيقول : هذا الذي يزعم أني لا أقدر عليه فاقتلوه ، فينشر ، ثم يقول : أنا أحييه ، قم ، ولا يأذن الله لنفس غيرها ، فيقول : أليس قد أمتك ثم أحييتك ؟ فيقول : الآن ازددت فيك يقينا ؛ بشرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنك تقتلني ثم أحيا بإذن الله ، فيوضع على جلده صفائح من نحاس فلا يحيك فيه سلاحهم ، فيقول : اطرحوه في ناري ، فيحول الله ذلك الجبل على النذير جنانا ، فيشك الناس فيه ، ويبادر إلى بيت المقدس ، فإذا صعد على عقبة أفيق وقع ظله على المسلمين فيوترون قسيهم لقتاله ، فأقواهم من برك أو جلس من الجوع والضعف ، ويسمعون النداء : جاءكم الغوث ، فيقولون : هذا كلام رجل شبعان ، وتشرق الأرض بنور ربها ، وينزل عيسى ابن مريم ويقول : يا معشر المسلمين ، احمدوا ربكم [ ص: 287 ] وسبحوه . فيفعلون ويريدون الفرار فيضيق الله عليهم الأرض ، فإذا أتوا باب لد في نصف ساعة فيوافقون عيسى ، فإذا نظر إلى عيسى يقول : أقم الصلاة ، فيقول الدجال : يا نبي الله قد أقيمت الصلاة ، فيقول : يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلمن تصلي ؟ فيضربه بمقرعة فيقتله ، فلا يبقى أحد من أنصاره خلف شيء إلا نادى : يا مؤمن هذا دجالي فاقتله . فيمتعون أربعين سنة ، لا يموت أحد ولا يمرض أحد ، ويقول الرجل لغنمه ولدوابه : اذهبوا فارعوا ، وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ، والحيات والعقارب لا تؤذي أحدا ، والسبع على أبواب الدور لا يؤذي أحدا ، ويأخذ الرجل المد من القمح فيبذره بلا حرث فيجيء منه سبعمائة مد ، فيمكثون في ذلك حتى يكسر سد يأجوج ومأجوج ، فيموجون ويفسدون ، ويستغيث الناس فلا يستجاب لهم ، [162ظ] وأهل طور سيناء هم الذين فتح الله عليهم ، فيدعون فيبعث الله دابة من الأرض ذات قوائم ، فتدخل في آذانهم فيصبحون موتى أجمعين ، وتنتن الأرض منهم فيؤذون الناس بنتنهم أشد من حياتهم ، فيستغيثون بالله ، فيبعث الله ريحا يمانية غبراء فتصير على الناس غما ودخانا ، وتقع عليهم الزكمة ، ويكشف ما بهم بعد ثلاث ، وقد قذفت جيفهم في [ ص: 288 ] البحر، ولا يلبثون إلا قليلا حتى تطلع الشمس من مغربها ، وجفت الأقلام وطويت الصحف ، ولا يقبل من أحد توبة، ويخر إبليس ساجدا ينادي : إلهي مرني أن أسجد لمن شئت . وتجتمع إليه الشياطين فتقول : يا سيدنا إلى من تفزع ؟ فيقول : إنما سألت ربي أن ينظرني إلى يوم البعث ، وقد طلعت الشمس من مغربها ، وهذا الوقت المعلوم ، وتصير الشياطين ظاهرة في الأرض حتى يقول الرجل : هذا قريني الذي كان يغويني ، فالحمد لله الذي أخزاه ، ولا يزال إبليس ساجدا باكيا حتى تخرج الدابة فتقتله وهو ساجد ، ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا إلا أعطوه حتى تتم أربعون سنة بعد الدابة ، ثم يعود فيهم الموت ويسرع ، فلا يبقى مؤمن ، ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم ، حتى ينكح الرجل أمه في وسط الطريق ، يقوم واحد عنها وينزل واحد ، وأفضلهم يقول : لو تنحيتم عن الطريق كان أحسن، فيكونون على مثل ذلك حتى لا يولد أحد من نكاح ، ثم يعقم الله النساء ثلاثين سنة ، ويكونون كلهم أولاد زنى ، شرار الناس ، عليهم تقوم الساعة .

وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا طلعت الشمس من مغربها خر إبليس ساجدا ينادي ويجهر : إلهي مرني أن أسجد لمن شئت . فتجتمع إليه زبانيته فيقولون : يا سيدهم ما هذا التضرع؟! فيقول : إنما سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم ، وهذا الوقت المعلوم ، قال : وتخرج دابة الأرض من صدع في الصفا ، [ ص: 289 ] فأول خطوة تضعها بأنطاكية ، فتأتي إبليس فتخطمه .

وأخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم ، والنسائي وأبو الشيخ في العظمة ، والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن عمرو قال : إذا طلعت الشمس من مغربها ذهب الرجل إلى المال كنزه، فيستخرجه فيحمله على ظهره فيقول : من له في هذه ؟ فيقال له : أفلا جئت به بالأمس ! فلا يقبل منه ، فيجيء إلى المكان الذي احتفره ، فيضرب به الأرض ويقول : ليتني لم أرك .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن جندب بن عبد الله البجلي قال : استأذنت على حذيفة ثلاث مرات فلم يأذن لي ، فرجعت فإذا رسوله قد لحقني ، فقال : ما ردك ؟ قلت : ظننت أنك نائم ، قال : ما كنت لأنام حتى أنظر من أين تطلع الشمس . قال ابن عون : فحدثت به محمدا فقال : قد فعله غير واحد من [ ص: 290 ] أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي سلمة قال : إن صبح يوم القيامة تطول تلك الليلة كطول ثلاث ليال ، فيقوم الذين يخشون ربهم فيصلون ، حتى إذا فرغوا من صلاتهم أصبحوا ينظرون إلى الشمس من مطلعها ، فإذا هي قد طلعت من مغربها .

وأخرج الطبراني ، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تجيء الريح التي يقبض الله تعالى فيها نفس كل مؤمن ، ثم طلوع الشمس من مغربها ، وهي الآية التي ذكرها الله في كتابه .

وأخرج نعيم بن حماد في " الفتن " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس لا أدري أيتهن أول من الآيات ! وأيتهن جاءت لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ؛ طلوع الشمس من [ ص: 291 ] مغربها ، والدجال ، ويأجوج ومأجوج ، والدخان ، والدابة .

وأخرج نعيم بن حماد في "الفتن " ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا طلعت الشمس من مغربها تذهل الأمهات عن أولادها ، والأحبة عن ثمرات قلوبها ، وتشتغل كل نفس بما أتاها ، ولا يقبل بعدها لأحد توبة إلا من كان محسنا في إيمانه ، فإنه يكتب لهم بعد ذلك كما كان يكتب لهم قبل ذلك ، وأما الكفار فتكون عليهم حسرة وندامة ، لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركبه حتى تقوم الساعة ، من لدن طلوع الشمس من مغربها إلى أن تقوم الساعة ، ولتقومن الساعة والناس في أسواقهم قد نشر الرجلان الثوب فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، وقد رفع الرجل لقمته إلى فيه فلا يطعمها " . ثم تلا : وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون [العنكبوت : 53] .

التالي السابق


الخدمات العلمية