صفحة جزء
قوله تعالى : والوزن يومئذ الحق الآيتين .

أخرج اللالكائي في السنة ، والبيهقي في البعث ، عن عمر بن الخطاب قال : بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم في أناس ، إذ جاء رجل ليس عليه سحناء سفر ، وليس من أهل البلد يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ، ثم وضع يده على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ، ما الإسلام ؟ قال : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأن تقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج وتعتمر ، وتغتسل من الجنابة ، وتتم الوضوء ، وتصوم رمضان . قال : فإن فعلت هذا فأنا مسلم . قال : نعم ، قال : صدقت يا محمد . قال : ما الإيمان ؟ قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ، وتؤمن بالجنة والنار والميزان ، وتؤمن بالبعث بعد الموت ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال : فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟ قال : نعم ، [ ص: 321 ] قال : صدقت .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : والوزن يومئذ الحق قال : العدل فمن ثقلت موازينه قال : حسناته ، ومن خفت موازينه قال : حسناته .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن العيزار قال : إن الأقدام يوم القيامة لمثل النبل في القرن والسعيد من وجد لقدميه موضعا ، وعند الميزان ملك ينادي : ألا إن فلان بن فلان ثقلت موازينه ، وسعد سعادة لن يشقى بعدها أبدا ، ألا إن فلان بن فلان خفت موازينه ، وشقي شقاء لن يسعد بعده أبدا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : والوزن يومئذ الحق قال : توزن الأعمال .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو [ ص: 322 ] نعيم في الحلية ، عن وهب بن منبه قال : إنما يوزن من الأعمال خواتيمها ؛ فمن أراد الله به خيرا ختم له بخير عمله ، ومن أراد به شرا ختم له بشر عمله .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحارث الأعور قال : إن الحق ليثقل على أهل الحق كثقله في الميزان ، وإن الحق ليخف على أهل الباطل كخفته في الميزان .

وأخرج ابن المنذر ، واللالكائي ، عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : ذكر الميزان عند الحسن فقال : له لسان وكفتان .

وأخرج أبو الشيخ ، عن كعب قال : يوضع الميزان بين شجرتين عند بيت المقدس .

وأخرج ابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، واللالكائي ، عن حذيفة قال : صاحب الموازين يوم القيامة جبريل عليه السلام ، يرد بعضهم على بعض ، فيؤخذ من حسنات الظالم فترد على المظلوم ، فإن لم تكن له حسنات ، أخذ من سيئات المظلوم فردت على الظالم .

وأخرج أبو الشيخ ، عن الكلبي في قوله : والوزن يومئذ الحق قال : أخبرني أبو صالح ، عن ابن عباس أنه قال : له لسان وكفتان ، يوزن ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ومنازلهم في الجنة بما كانوا بآياتنا يظلمون . [ ص: 323 ] وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون قال : قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعض أهله : يا رسول الله ، هل يذكر الناس أهليهم يوم القيامة ؟ قال : أما في ثلاث مواطن فلا ، عند الميزان ، وعند تطاير الصحف في الأيدي ، وعند الصراط .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : يحاسب الناس يوم القيامة ؛ فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ، ثم قرأ : فمن ثقلت موازينه الآيتين ، ثم قال ، إن الميزان يخف بمثقال حبة ويرجح ، ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، فوقفوا على الصراط .

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخلاص ، عن علي بن أبي طالب قال : من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه يوم القيامة ، ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه يوم القيامة .

وأخرج أبو الشيخ ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات ؛ فمن رجحت حسناته على سيئاته دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته على حسناته دخل النار .

وأخرج البزار ، وابن مردويه واللالكائي والبيهقي ، عن أنس رفعه قال : إن ملكا موكل بالميزان ، فيؤتى بالعبد يوم القيامة فيوقف بين كفتي [ ص: 324 ] الميزان ؛ فإن ثقل ميزانه ، نادى الملك بصوت يسمع الخلائق : سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا ، وإن خف ميزانه نادى الملك : شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد وأبو داود والآجري في الشريعة ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في البعث ، عن عائشة ، أنها ذكرت النار فبكت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك ؟ قالت : ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : أما في ثلاث مواطن فلا يذكر أحد أحدا ؛ حيث يوضع الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم تثقل ، وعند تطاير الكتب حين يقال : هاؤم اقرءوا كتابيه [الحاقة : 19] حتى يعلم أين يقع كتابه ؛ أفي يمينه أم في شماله أو من وراء ظهره ، وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم ، حافتاه كلاليب كثيرة ، وحسك كثير يحبس الله بها من شاء من خلقه ، حتى يعلم أينجو أم لا .

وأخرج الحاكم وصححه ، عن سلمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوضع الميزان يوم القيامة ، فلو وزن فيه السماوات والأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب ، لمن يزن هذا ؟ فيقول الله : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك . ويوضع الصراط مثل حد الموسى ، فتقول الملائكة : من [ ص: 325 ] تنجي على هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي ، فيقولون : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .

وأخرج ابن المبارك في الزهد والآجري في الشريعة ، واللالكائي ، عن سلمان قال : يوضع الميزان وله كفتان ، لو وضع في إحداهما السماوات والأرض ومن فيهن لوسعه ، فتقول الملائكة : من يزن هذا ؟ فيقول : من شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك .

وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خلق الله كفتي الميزان مثل السماوات والأرض ، فقالت الملائكة : يا ربنا من تزن بهذا ؟ قال : أزن به من شئت . وخلق الله الصراط كحد السيف ، فقالت الملائكة : يا ربنا من تجيز على هذا ؟ قال : أجيز عليه من شئت .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس قال : الميزان له لسان وكفتان ، يوزن فيه الحسنات والسيئات ، فيؤتى بالحسنات في أحسن صورة فتوضع في كفة الميزان ، فتثقل على السيئات ، فتؤخذ فتوضع في الجنة عند منازله ، ثم يقال للمؤمن : الحق بعملك ، فينطلق إلى الجنة فيعرف منازله بعمله ، ويؤتى بالسيئات في أقبح صورة ، فتوضع في كفة الميزان فتخف - والباطل خفيف - فتطرح في جهنم إلى منازله فيها ويقال له : الحق بعملك إلى النار ، فيأتي النار ، فيعرف منازله بعمله وما أعد الله له فيها من ألوان العذاب ، قال [ ص: 326 ] [164و] ابن عباس : فلهم أعرف بمنازلهم في الجنة والنار بعملهم من القوم ينصرفون يوم الجمعة راجعين إلى منازلهم .

وأخرج الترمذي وحسنه ، والبيهقي في البعث ، عن أنس قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة ، فقال : أنا فاعل ، قلت : يا رسول الله أين أطلبك ؟ قال : اطلبني أول ما تطلبني على الصراط ، قلت : فإن لم ألقك على الصراط ؟ قال : فاطلبني عند الميزان ، قلت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟ قال : فاطلبني عند الحوض فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن .

وأخرج أحمد والترمذي ، وابن ماجه ، وابن حبان ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه واللالكائي والبيهقي في البعث ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يصاح برجل من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر له تسعة وتسعون سجلا ، كل سجل منها مد البصر فيقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذر أو حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى إن لك عندنا حسنة ، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فيخرج له بطاقة فيها : أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : إنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله شيء . [ ص: 327 ] وأخرج أحمد بسند حسن ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : توضع الموازين يوم القيامة فيؤتي بالرجل ، فيوضع في كفة ، ويوضع ما أحصي عليه ، فتمايل به الميزان ، فيبعث به إلى النار ، فإذا أدبر به إذا صائح يصيح من عند الرحمن : لا تعجلوا لا تعجلوا ، فإنه قد بقي له ، فيؤتي ببطاقة فيها : لا إله إلا الله ، فتوضع مع الرجل في كفة ، حتى تميل به الميزان .

وأخرج ابن أبي الدنيا والنمري في كتاب الإعلام ، عن عبد الله بن عمرو قال : إن لآدم عليه السلام من الله عز وجل موقفا في فسيح من العرش ، عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق ، ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة ، وينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى النار ، فبينا آدم على ذلك ، إذ نظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ينطلق به إلى النار فينادي آدم : يا [ ص: 328 ] أحمد يا أحمد ، فيقول : لبيك يا أبا البشر ، فيقول : هذا رجل من أمتك ينطلق به إلى النار . " فأشد المئزر ، وأسرع في إثر الملائكة وأقول : يا رسل ربي قفوا ، فيقولون : نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصي الله ما أمرنا ، ونفعل ما نؤمر ، فإذا أيس النبي صلى الله عليه وسلم قبض على لحيته بيده اليسرى ، واستقبل العرش بوجهه فيقول : يا رب ، قد وعدتني ألا تخزيني في أمتي . فيأتي النداء من عند العرش : أطيعوا محمدا وردوا هذا العبد إلى المقام ، فأخرج من حجزتي بطاقة بيضاء كالأنملة ، فألقيها في كفة الميزان اليمنى وأنا أقول : بسم الله ، فترجح الحسنات على السيئات ، فينادى : سعد وسعد جده ، وثقلت موازينه ، انطلقوا به إلى الجنة . فيقول : يا رسل ربي قفوا حتى أسأل هذا العبد الكريم على ربه ، فيقول : بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك ، وأحسن خلقك ، من أنت ؟ فقد : أقلتني عثرتي ، ورحمت عبرتي ، فيقول : أنا نبيك محمد ، وهذه صلاتك التي كنت تصلي علي ، وافتك أحوج ما تكون إليها .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله .

[ ص: 329 ] وأخرج البخاري ، ومسلم ، والترمذي والنسائي ، وابن ماجه واللالكائي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم .

وأخرج الطبراني ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو جيء بالسماوات والأرض ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن ، فوضعن في كفة الميزان ، ووضعت شهادة أن لا إله إلا الله في الكفة الأخرى ، لرجحت بهن .

وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار وأبو يعلى والطبراني والبيهقي ، بسند جيد ، عن أنس قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : ألا أدلك على خصلتين هما خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما . قال : بلى يا رسول الله ، قال : عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما . [ ص: 330 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ميمون بن مهران قال : قلت لأم الدرداء : أما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ؟ قالت : نعم ، دخلت عليه فسمعته يقول : أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن .

وأخرج أبو داود والترمذي وصححه ، وابن حبان واللالكائي ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من شيء يوضع في الميزان يوم القيامة أثقل من خلق حسن .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن عمر بن الخطاب قال : أعطيت ناقة في سبيل الله ، فأردت أن أشتري من نسلها ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : دعها تأتي يوم القيامة هي وأولادها جميعا في ميزانك .

وأخرج أبو نعيم ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه ، فإن رجح وإلا شفعت .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد ، عن مغيث بن سمي ، وعن مسروق قالا : تعبد راهب في صومعة ستين سنة ، فنظر يوما في غب سماء فقال : لو نزلت فإني لا أرى أحدا فشربت من الماء وتوضأت ، ثم رجعت إلى [ ص: 331 ] مكاني . فنزل ، فتعرضت له امرأة فتكشفت له ، فلم يملك نفسه أن وقع عليها ، فدخل بعض تلك الغدران يغتسل فيه ، وأدركه الموت وهو على تلك الحال ، ومر به سائل ، فأومأ إليه أن خذ الرغيف ؛ رغيفا كان في كسائه ، فأخذ المسكين الرغيف ، ومات ، فجيء بعمل ستين سنة فوضع في كفة ، وجيء بخطيئته فوضعت في كفة ، فرجحت بعمله ، حتى جيء بالرغيف فوضع مع عمله فرجح بخطيئته .

وأخرج الطبراني في الأوسط ، عن سفينة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بخ بخ ؛ خمس ما أثقلهن في الميزان ؛ سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وفرط صالح يفرطه المسلم .

وأخرج أبو يعلى ، وابن حبان ، عن عمرو بن حريث ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما خففت عن خادمك من عمله ، كان لك أجره في موازينك .

وأخرج ابن عساكر بسند ضعيف ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 332 ] قال : من توضأ فمسح بثوب نظيف فلا بأس به ، ومن لم يفعل فهو أفضل ؛ لأن الوضوء يوزن يوم القيامة مع سائر الأعمال .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، عن سعيد بن المسيب أنه كره المنديل بعد الوضوء وقال : هو يوزن .

وأخرج الترمذي والبيهقي في شعب الإيمان ، عن الزهري قال : إنما كره المنديل بعد الوضوء ؛ لأن كل قطرة توزن .

وأخرج المرهبي في فضل العلم ، عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوزن يوم القيامة مداد العلماء ، ودماء الشهداء ، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء .

وأخرج الديلمي من حديث ابن عمر ، وابن عمرو ، مثله .

وأخرج ابن عبد البر في فضل العلم ، عن إبراهيم النخعي قال : يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة ، فيخف ، فيجاء بشيء أمثال الغمام ، فيوضع في كفة ميزانه ، فيرجح ، فيقال له : أتدري ما هذا ؟ فيقول : لا ، فيقال له : هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس .

وأخرج ابن المبارك في الزهد ، عن حماد بن أبي سليمان قال : يجيء رجل [ ص: 333 ] يوم القيامة ، فيرى عمله محتقرا ، فبينما هو كذلك إذ جاءه مثل السحاب حتى يقع في ميراثه ، فيقال : هذا ما كنت تعلم الناس من الخير ، فورث بعدك ، فأجرت فيه .

وأخرج ابن المبارك ، عن أبي الدرداء قال : من كان الأجوفان همه خسر ميزانه يوم القيامة .

وأخرج الأصبهاني في الترغيب ، عن ليث قال : قال عيسى بن مريم عليه السلام : أمة محمد أثقل الناس في الميزان ، ذلت ألسنتهم بكلمة ثقلت على من كان قبلهم : لا إله إلا الله .

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن أيوب بن خالد قال : سمعت من غير واحد من أصحابنا أن العبد يوقف على الميزان يوم القيامة فينظر في الميزان ، وينظر إلى صاحب الميزان ، فيقول صاحب الميزان : يا عبد الله ، أتفقد من عملك ذلك شيئا ؟ فيقول : نعم ، فيقول : ماذا ؟ فيقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فيقول صاحب الميزان : هي أعظم من أن توضع في الميزان ، قال موسى بن عبيدة : سمعت أنها تأتي يوم القيامة تجادل عمن كان يقولها في الدنيا جدال الخصم . [ ص: 334 ] وأخرج أبو داود والحاكم ، عن أبي الأزهر الأنماري قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال : اللهم اغفر لي ، وأخسئ شيطاني ، وفك رهاني ، وثقل ميزاني ، واجعلني في الندي الأعلى .

التالي السابق


الخدمات العلمية