صفحة جزء
قوله تعالى : وعلى الأعراف رجال .

أخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن حذيفة قال : الأعراف سور بين الجنة والنار .

وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "البعث، والنشور" ، عن ابن عباس قال : الأعراف هو الشيء المشرف .

وأخرج الفريابي ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : الأعراف سور له عرف كعرف الديك .

وأخرج هناد ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : الأعراف حجاب بين الجنة والنار وسور له باب .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير قال : [ ص: 399 ] الأعراف جبال بين الجنة والنار ، فهم على أعرافها يقول : على ذراها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن كعب قال : الأعراف في كتاب الله عمقانا سقطانا" . قال ابن لهيعة : "واد عميق خلفه جبل مرتفع " .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن جريج قال : "زعموا أنه الصراط" .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : إن الأعراف تل بين الجنة والنار ، حبس عليه ناس من أهل الذنوب بين الجنة والنار .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : الأعراف سور بين الجنة والنار .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : يعني بالأعراف السور الذي ذكر الله في القرآن ، وهو بين الجنة والنار .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن مسعود قال : يحاسب الناس يوم القيامة ، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار ، ثم قرأ : فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم [المؤمنون : 102- 103 ] ، ثم قال : إن الميزان يخف بمثقال حبة ، ويرجح ، قال : ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، فوقفوا على الصراط ، ثم عرض أهل الجنة [ ص: 400 ] وأهل النار فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا : (سلام عليكم) وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم ، أصحاب النار : قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فتعوذوا بالله من منازلهم ، فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا فيمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويعطى كل عبد يومئذ نورا ، وكل أمة نورا ، فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة ، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون قالوا : ربنا أتمم لنا نورنا [ التحريم : 8] .

وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم فلم ينزع من أيديهم ، فهنالك يقول الله : لم يدخلوها وهم يطمعون . فكان الطمع دخولا ، قال ابن مسعود : على أن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشر ، وإذا عمل سيئة لم تكتب إلا واحدة ، ثم يقول : هلك من غلب وحدانه أعشاره .

وأخرج ابن جرير ، عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم كانت لهم أعمال أنجاهم الله من النار ، وهم آخر من يدخل الجنة ، قد عرفوا أهل الجنة وأهل النار .

وأخرج ابن جرير ، عن حذيفة قال : إن أصحاب الأعراف قوم تكافأت [ ص: 401 ] أعمالهم فقصرت بهم حسناتهم عن الجنة ، وقصرت بهم سيئاتهم عن النار ، فجعلوا على الأعراف ، يعرفون الناس بسيماهم ، فلما قضي بين العباد ، أذن لهم في طلب الشفاعة ، فأتوا آدم فقالوا : يا آدم ، أنت أبونا فاشفع لنا عند ربك ، فقال : هل تعلمون أحدا خلقه الله بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وسبقت رحمة الله إليه غضبه ، وسجدت له الملائكة غيري ؟ فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا ابني إبراهيم ، فيأتون إبراهيم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربه ، فيقول : هل تعلمون أحدا اتخذه الله خليلا ؟ هل تعلمون أحدا أحرقه قومه في النار في الله غيري ؟ فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا ابني موسى ، فيأتون موسى فيقول : هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليما ، وقربه نجيا غيري ؟ فيقولون : لا ، فيقول : ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا عيسى ، فيأتونه فيقولون : اشفع لنا عند ربك ، فيقول : هل تعلمون أحدا خلقه الله من غير أب غيري ؟ فيقولون : لا ، فيقول : هل تعلمون من أحد كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري؟ فيقولون : لا ، فيقول : أنا حجيج نفسي ، ما علمت كنه ما أستطيع أن أشفع لكم ، ولكن ائتوا محمدا صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فيأتونني فأضرب بيدي على صدري ، ثم أقول : أنا لها ، ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش ، فأثني على ربي فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع [ ص: 402 ] السامعون بمثله قط ، ثم أسجد فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، سل تعطه ، واشفع تشفع ، فأرفع رأسي ، ثم أثني على ربي ، ثم أخر ساجدا فيقال لي : ارفع رأسك ، سل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي ، فأقول : رب أمتي ، فيقول : هم لك ، فلا يبقى نبي مرسل ، ولا ملك مقرب إلا غبطني يومئذ بذلك المقام ، وهو المقام المحمود ، فآتي بهم باب الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم ، فيذهب بهم إلى نهر يقال له نهر الحيوان ، حافتاه قصب من ذهب ، مكلل باللؤلؤ ، ترابه المسك وحصباؤه الياقوت ، فيغتسلون منه ، فتعود إليهم ألوان أهل الجنة ، وريح أهل الجنة ويصيرون كأنهم الكواكب الدرية ، ويبقى في صدورهم شامات بيض يعرفون بها ، يقال لهم : مساكين أهل الجنة" .

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ، وهناد بن السري ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ والبيهقي في "البعث" ، عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم تجاوزت بهم حسناتهم عن النار ، وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة ، جعلوا على سور بين الجنة والنار حتى يقضى بين الناس ، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم ربهم فقال لهم : قوموا فادخلوا الجنة فإني غفرت لكم .

[ ص: 403 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ والبيهقي في "البعث" ، عن ابن عباس في قوله : وعلى الأعراف قال : هو السور الذي بين الجنة والنار ، وأصحابه رجال كانت لهم ذنوب عظام ، وكان جسيم أمرهم لله ، يقومون على الأعراف ، يعرفون أهل النار بسواد الوجوه ، وأهل الجنة ببياض الوجوه ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها ، وإذا نظروا إلى أهل النار تعوذوا بالله منها ، فأدخلهم الله الجنة ، فذلك قوله : أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة يعني أصحاب الأعراف ، ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون .

وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات ؛ فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار " ، قيل : يا رسول الله ، فمن استوت حسناته وسيئاته ؟ قال : "أولئك أصحاب الأعراف ، لم يدخلوها وهم يطمعون " .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال : "هم آخر من يفصل بينهم من العباد ، فإذا فرغ رب العالمين من فصل بين العباد قال : أنتم قوم أخرجتكم [ ص: 404 ] حسناتكم من النار ، ولم تدخلوا الجنة ، فأنتم عتقائي فارعوا من الجنة حيث شئتم" .

وأخرج البيهقي في "البعث" ، عن حذيفة ، أراه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يجمع الناس يوم القيامة فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ، ويؤمر بأهل النار إلى النار ، ثم يقال لأصحاب الأعراف : ما تنتظرون ؟ قالوا : ننتظر أمرك ، فيقال لهم : إن حسناتكم تجاوزت بكم النار أن تدخلوها وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم ، فادخلوا بمغفرتي ورحمتي" .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة في قوله : وعلى الأعراف رجال ، قال : الأعراف حائط بين الجنة والنار ، وذكر لنا أن ابن عباس كان يقول : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، فلم تفضل حسناتهم على سيئاتهم ، ولا سيئاتهم على حسناتهم ، فحبسوا هنالك .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : إن أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا هنالك على السور ، فإذا رأوا أصحاب الجنة عرفوهم ببياض وجوههم ، وإذا رأوا أصحاب النار عرفوهم بسواد وجوههم ، ثم قال : لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها ، ثم قال : إن الله أدخل أصحاب الأعراف الجنة .

[ ص: 405 ] وأخرج الفريابي ، وابن أبي شيبة ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال : أصحاب الأعراف أناس تستوي حسناتهم وسيئاتهم ، فيذهب بهم إلى نهر يقال له : الحياة ، تربته ورس وزعفران وحافتاه قصب من ذهب ، مكلل باللؤلؤ فيغتسلون منه ، فتبدو في نحورهم شامة بيضاء ، ثم يغتسلون ويزدادون بياضا ، ثم يقال لهم : تمنوا ما شئتم ، فيتمنون ما شاءوا ، فيقال : لكم مثل ما تمنيتم سبعين مرة ، فأولئك مساكين الجنة .

وأخرج هناد بن السري ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ من طريق عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس قال : الأعراف السور الذي بين الجنة والنار ، وهو الحجاب ، وأصحاب الأعراف بذلك المكان ، فإذا أراد الله أن يعفو عنهم انطلق بهم إلى نهر يقال له : نهر الحياة ، حافتاه قصب الذهب ، مكلل باللؤلؤ ، تربته المسك ، فيكونون فيه ما شاء الله حتى تصفو ألوانهم ، ثم يخرجون في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ، فيقول الله لهم : سلوا ، فيسألون حتى تبلغ أمنيتهم ، ثم يقال لهم : لكم ما سألتم ومثله سبعون ضعفا ، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ، ويسمون مساكين أهل الجنة .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن منيع ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنديهما" ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في كتاب [ ص: 406 ] "الأضداد" والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" والطبراني ، [167و] وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في "البعث" ، عن عبد الرحمن المزني قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال : "هم قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم ، فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ، ومنعهم من الجنة معصية آبائهم" .

وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، بسند ضعيف ، عن أبي سعيد الخدري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال : " هم رجال قتلوا في سبيل الله وهم عصاة لآبائهم ، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ، ومنعتهم المعصية أن يدخلوا الجنة ، وهم على سور بين الجنة والنار حتى تذبل لحومهم وشحومهم ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم تغمدهم منه برحمة ، فأدخلهم الجنة برحمته" .

وأخرج ابن مردويه ، والبيهقي في "البعث" ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحاب الأعراف فقال : " هم قوم قتلوا في سبيل الله وهم [ ص: 407 ] لآبائهم عاصون ، فمنعوا الجنة بمعصيتهم آباءهم ومنعوا النار بقتلهم في سبيل الله" .

وأخرج الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" ، وابن جرير ، وابن مردويه ، عن عبد الله بن مالك الهلالي ، عن أبيه ، قال قائل : يا رسول الله ، ما أصحاب الأعراف؟ قال : هم قوم خرجوا في سبيل الله بغير إذن آبائهم ، فاستشهدوا فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار ، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة ، فهم آخر من يدخل الجنة" .

وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أصحاب الأعراف قوم خرجوا غزاة في سبيل الله ، وآباؤهم وأمهاتهم ساخطون عليهم ، وخرجوا من عندهم بغير إذنهم ، فأوقفوا عن النار بشهادتهم ، وعن الجنة بمعصيتهم آباءهم " .

وأخرج أبو الشيخ ، وابن مردويه من طريق محمد بن المنكدر ، عن رجل من مزينة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أصحاب الأعراف فقال : " إنهم قوم خرجوا عصاة بغير إذن آبائهم فقتلوا في سبيل الله" .

وأخرج البيهقي في "البعث" ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن مؤمني الجن لهم ثواب وعليهم عقاب " فسألناه عن ثوابهم فقال : "على الأعراف وليسوا في الجنة مع أمة محمد " فسألناه : وما الأعراف ؟ قال : [ ص: 408 ] "حائط الجنة تجري فيه الأنهار ، وتنبت فيه الأشجار والثمار" .

وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن الأنباري في "الأضداد"، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "البعث" ، عن أبي مجلز قال : الأعراف مكان مرتفع عليه رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة بسيماهم ، وأهل النار بسيماهم ، وهذا قبل أن يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار : ونادوا أصحاب الجنة . قال : أصحاب الأعراف ينادون أصحاب الجنة : أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون في دخولها ، قيل : يا أبا مجلز ، الله يقول : رجال وأنت تقول : الملائكة ! قال : إنهم ذكور ليسوا بإناث .

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة ، عن الحسن قال : أصحاب الأعراف قوم كان فيهم عجب قال قتادة : وقال مسلم بن [ ص: 409 ] يسار : هم قوم كان عليهم دين .

وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد : وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم الكفار بسواد الوجوه ، وزرقة العيون ، وسيما أهل الجنة مبيضة وجوههم .

وأخرج أبو الشيخ ، عن الشعبي ، أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال : أخبرت أن ربك أتاهم بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، قال : ما حبسكم محبسكم هذا ؟ قالوا : أنت ربنا ، وأنت خلقتنا ، وأنت أعلم بنا ، فيقول : علام فارقتم الدنيا؟ فيقولون : على شهادة أن لا إله إلا الله ، قال لهم ربهم : لا أوليكم غيري ، إن حسناتكم جوزت بكم النار ، وقصرت بكم خطاياكم عن الجنة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن مسعود قال : من استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف .

وأخرج عبد بن حميد ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "البعث" ، عن مجاهد في أصحاب الأعراف قال : هم قوم قد استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وهم على سور بين الجنة والنار ، وهم على طمع من دخول الجنة ، وهم داخلون .

[ ص: 410 ] وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحسن في قوله : لم يدخلوها وهم يطمعون قال : والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم .

وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار أنه سئل عن قوله : لم يدخلوها وهم يطمعون . قال : سلمت عليهم الملائكة وهم لم يدخلوها ، وهم يطمعون أن يدخلوها حين سلمت .

وأخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن السدي قال : أصحاب الأعراف يعرفون الناس بسيماهم ؛ أهل النار بسواد وجوههم ، وأهل الجنة ببياض وجوههم ، فإذا مروا بزمرة يذهب بهم إلى الجنة قالوا : سلام عليكم ، وإذا مروا بزمرة يذهب بها إلى النار ، قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين .

وأخرج أحمد في "الزهد" ، عن قتادة قال سالم مولى أبي حذيفة : وددت أني بمنزلة أصحاب الأعراف .

التالي السابق


الخدمات العلمية