صفحة جزء
[ ص: 508 ] قوله تعالى : فأرسلنا عليهم الطوفان الآية .

أخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الطوفان : الموت" .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن عطاء قال : الطوفان : الموت .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : الطوفان الموت على كل حال .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : الطوفان الغرق .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : الطوفان أن مطروا دائما بالليل والنهار [170 ظ] ثمانية أيام ، والقمل ، الجراد الذي ليس له أجنحة .

[ ص: 509 ] وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الطوفان أمر من أمر ربك ثم قرأ : فطاف عليها طائف من ربك [القلم : 19] .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : أرسل الله على قوم فرعون الطوفان - وهو المطر - فقالوا : يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم ، فأنبت الله لهم في تلك السنة شيئا لم ينبته قبل ذلك من الزرع والكلأ ، فقالوا : هذا ما كنا نتمنى ، فأرسل الله عليهم الجراد ، فسلطه عليهم ، فلما رأوه عرفوا أنه لا يبقي الزرع قالوا مثل ذلك ، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد ، فداسوه وأحرزوه في البيوت ، فقالوا : قد أحرزنا ، فأرسل الله عليهم القمل : وهو السوس الذي يخرج من الحنطة ، فكان الرجل يخرج بالحنطة عشرة أجربة إلى الرحى ، فلا يرد منها بثلاثة أقفزة ، فقالوا مثل ذلك فكشف عنهم ، فأبوا أن يرسلوا معه بني إسرائيل ، فبينا موسى عند فرعون إذ سمع نقيق ضفدع من نهر فقال : يا فرعون ما تلقى أنت وقومك من هذا الضفدع ؟ فقال : وما عسى أن يكون عند هذا الضفدع فما أمسوا حتى كان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ، وما منهم من أحد يتكلم إلا وثب ضفدع في فيه ، وما من شيء من آنيتهم إلا وهي ممتلئة من الضفادع ، فقالوا مثل ذلك ، فكشف عنهم فلم يفوا ، فأرسل الله عليهم الدم ، [ ص: 510 ] فصارت أنهارهم دما ، وصارت آبارهم دما ، فشكوا إلى فرعون ذلك ، فقال : ويحكم ، قد سحركم . فقالوا : ليس نجد من مائنا شيئا في إناء ولا بئر ولا نهر إلا ونجده طعم الدم العبيط ، فقال فرعون : يا موسى ، ادع لنا ربك يكشف عنهم فكشف عنهم الدم ، فلم يفوا .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : فأرسلنا عليهم الطوفان : وهو المطر ، حتى خافوا الهلاك ، فأتوا موسى ، فقالوا : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فإنا نؤمن لك ، ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم المطر فأنبت الله به حرثهم ، وأخصبت بلادهم فقالوا : ما نحب أنا لم نمطر ولن نترك آلهتنا ، ونؤمن بك ، ولن نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الجراد ، فأسرع في فساد زروعهم وثمارهم قالوا : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا الجراد ، فإنا سنؤمن لك ، ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الجراد ، وكان قد بقي من زرعهم ومعايشهم بقايا فقالوا : قد بقي لنا ما هو كافينا ، فلن نؤمن لك ، ولن نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم القمل وهو الدبى ، فتتبع ما كان ترك الجراد ، فجزعوا وخشوا الهلاك فقالوا : يا موسى ، ادع لنا ربك يكشف عنا الدبى ، فإنا سنؤمن لك ، ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الدبى ، فقالوا : ما نحن لك بمؤمنين ولا [ ص: 511 ] مرسلين معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الضفادع فملأ بيوتهم منها ، ولقوا منها أذى شديدا لم يلقوا مثله فيما كان قبله ، كانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم طعامهم وتطفئ نيرانهم ، قالوا : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا الضفادع ، فقد لقينا منها بلاء وأذى ، فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه فكشف عنهم الضفادع فقالوا : لا نؤمن لك ، ولا نرسل معك بني إسرائيل ، فأرسل الله عليهم الدم ، فجعلوا لا يأكلون إلا الدم ، ولا يشربون إلا الدم ، قالوا : يا موسى ، ادع لنا ربك أن يكشف عنا الدم ، فإنا سنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل ، فدعا ربه ، فكشف عنهم الدم ، فقالوا : يا موسى لن نؤمن لك ، ولن نرسل معك بني إسرائيل ، فكانت آيات مفصلات بعضها إثر بعض ، لتكون لله الحجة عليهم ، فأخذهم الله بذنوبهم ، فأغرقهم في اليم .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : فأرسلنا عليهم الطوفان ، قال : الماء والطاعون والجراد ، قال : تأكل مسامير رتجهم -يعني أبوابهم- وثيابهم ، والقمل الدبى ، والضفادع تسقط على فرشهم ، وفي أطعمتهم ، والدم يكون في ثيابهم ومائهم وطعامهم .

وأخرج أبو الشيخ ، عن عطاء قال : بلغني أن الجراد لما سلط على بني إسرائيل [ ص: 512 ] أكل أبوابهم حتى أكل مساميرهم .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الجراد نثرة من حوت في البحر .

وأخرج العقيلي في كتاب "الضعفاء" ، وأبو الشيخ في "العظمة" ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الجراد فقال : "إن مريم سألت الله أن يطعمها لحما لا دم فيه ، فأطعمها الجراد" .

وأخرج الطبراني ، والبيهقي في "سننه" ، عن أبي أمامة الباهلي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن مريم بنت عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم فيه ، فأطعمها الجراد فقالت : اللهم ، أعشه بغير رضاع ، وتابع بينه بغير شياع - يعني الصوت - قال الذهبي : إسناده أنظف من الأول .

وأخرج البيهقي في "سننه" ، عن زينب ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : إن نبيا [ ص: 513 ] من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد .

وأخرج أبو داود ، وابن ماجه وأبو الشيخ في العظمة ، والطبراني ، وابن مردويه والبيهقي ، عن سلمان قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجراد فقال : "أكثر جنود الله ، لا آكله ولا أحرمه" .

وأخرج أبو بكر البرقي في "معرفة الصحابة" ، والطبراني ، وأبو الشيخ في "العظمة" ، والبيهقي في "شعب الإيمان" ، عن أبي زهير النميري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقاتلوا الجراد ، فإنه جند من جند الله الأعظم" قال البيهقي : هذا إن صح أراد به إذا لم يتعرض لإفساد المزارع ، فإذا تعرض له جاز دفعه بما يقع به الدفع من القتال والقتل ، أو أراد به تعذر مقاومته بالقتال والقتل .

وأخرج البيهقي من طريق الفضيل بن عياض ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله قال : وقعت جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : ألا نقتلها يا رسول الله ، فقال : "من قتل جرادة فكأنما قتل غوريا " قال البيهقي : هذا [ ص: 514 ] ضعيف ؛ بجهالة بعض رواته ، وانقطاع ما بين إبراهيم وابن مسعود .

وأخرج الحاكم في "تاريخه" ، والبيهقي بسند فيه مجهول ، عن ابن عمر قال : وقعت 3 \ 110 جرادة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتملها ، فإذا مكتوب في جناحها بالعبرانية : لا يغني جنيني ولا يشبع آكلي ، نحن جند الله الأكبر ، لنا تسع وتسعون بيضة ، ولو تمت لنا المائة لأكلنا الدنيا بما فيها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم أهلك الجراد ؛ اقتل كبارها وأمت صغارها وأفسد بيضها ، وسد أفواهها ، عن مزارع المسلمين ، وعن معايشهم ، إنك سميع الدعاء" . فجاءه جبريل فقال : إنه قد استجيب لك في بعض ، قال البيهقي : هذا حديث منكر .

وأخرج الطبراني ، وإسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في "الأربعين" ، والبيهقي ، عن الحسين بن علي قال : كنا على مائدة أنا وأخي محمد ابن الحنفية ، وبنى عمي عبد الله بن عباس ، وقثم ، والفضل ، فوقعت جرادة فأخذها عبد الله بن عباس فقال للحسين : تعلم ما مكتوب على جناح الجرادة ؟ فقال : سألت أبي ، فقال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : "على جناح الجرادة مكتوب : إني أنا الله لا إله إلا أنا ، رب الجرادة ورازقها ، إذا شئت بعثتها رزقا لقوم ، وإن شئت على قوم بلاء " ، فقال ابن عباس : هذا والله من مكنون العلم .

[ ص: 515 ] وأخرج أبو نعيم في "الحلية" ، عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس : مكتوب على الجرادة بالسريانية : إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ، الجراد جند من جندي ، أسلطه على من أشاء من عبادي .

وأخرج أبو الشيخ في "العظمة" ، عن سعيد بن المسيب قال : لما خلق الله آدم فضل من طينته شيء فخلق منه الجراد .

وأخرج عن سعيد بن أبي الحسن ، مثله .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : القمل الدبى .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير قال : الطوفان المطر ، والجراد هذا الجراد ، والقمل الدابة التي تكون في الحنطة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي صخر قال : القمل الجراد الذي لا يطير .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : القمل : هو القمل [ ص: 516 ] وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن زيد قال : زعم بعض الناس في القمل أنها البراغيث .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن حبيب بن أبي ثابت قال : القمل الجعلان .

وأخرج الطستي ، عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عز وجل : والقمل والضفادع ، قال : القمل الدبى ، والضفادع : هي هذه ، قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وهو يقول :


يبادرون النخل من آنها كأنهم في السرق القمل

.

وأخرج أبو الشيخ ، عن عكرمة قال : القمل : الجنادب بنات الجراد .

وأخرج أبو الشيخ ، عن عفيف ، عن رجل من أهل الشام ، قال : القمل : البراغيث .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : كانت الضفادع برية ، فلما أرسلها الله على آل فرعون سمعت وأطاعت ، فجعلت تقذف نفسها [ ص: 517 ] في القدر وهي تغلي ، وفي التنانير ، وهي تفور فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : لم يكن شيء أشد على آل فرعون من الضفادع ، كانت تأتي القدور وهي تغلي فتلقي أنفسها فيها ، فأورثها الله برد الماء والثرى إلى يوم القيامة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن عمرو قال : لا تقتلوا الضفادع ، فإنها لما أرسلت على آل فرعون انطلق ضفدع منها ، فوقع في تنور فيه نار ، طلبت بذلك مرضاة الله ، فأبدلهن الله أبرد شيء نعلمه ؛ الماء ، وجعل نقيقهن التسبيح .

وأخرج أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، أن طبيبا ذكر ضفدعا في دواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : سال [ ص: 518 ] النيل دما ، فكان الإسرائيلي يستقي ماء طيبا ، ويستقي الفرعوني دما ، ويشتركان في إناء واحد ، فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء طيبا ، وما يلي الفرعوني دما .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة قال : أرسل الله عليهم الدم ، فكانوا لا يغترفون من مائهم إلا دما أحمر ، حتى لقد ذكر لنا أن فرعون كان يجمع بين الرجلين على الإناء الواحد ؛ القبطي والإسرائيلي ، فيكون ما يلي الإسرائيلي ماء ، وما يلي القبطي دما .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم في قوله : والدم قال : سلط الله عليهم الرعاف .

وأخرج أحمد في "الزهد" ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن نوف الشامي قال : مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة عشرين سنة يريهم الآيات ؛ الجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، فيأبون أن يسلموا .

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس قال : مكث موسى في آل فرعون بعد ما غلب السحرة أربعين سنة يريهم الآيات ؛ الجراد والقمل والضفادع .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : آيات مفصلات قال : [ ص: 519 ] كانت آيات مفصلات بعضها على إثر بعض ؛ ليكون لله الحجة عليهم .

وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : آيات مفصلات قال : يتبع بعضها بعضا ، تمكث فيهم سبتا إلى سبت ، ثم ترفع عنهم شهرا .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير قال : كان بين كل آيتين من هذه الآيات ثلاثون يوما .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم قال : كانت الآيات التسع في تسع سنين في كل سنة آية .

التالي السابق


الخدمات العلمية