صفحة جزء
قوله تعالى : واكتب لنا الآية .

أخرج سعيد بن منصور ، عن ابن عباس في قوله : واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة قال : فلم يعطها موسى ، قال عذابي أصيب به من أشاء إلى قوله المفلحون .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله : واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة قال : فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة .

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن جريج : واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة قال : مغفرة .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم من طرق ، عن ابن عباس في قوله : إنا هدنا إليك قال : تبنا إليك .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن سعيد بن جبير في قوله : إنا هدنا إليك قال : تبنا . [ ص: 604 ] وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن أبي وجزة السعدي - وكان من أعلم الناس بالعربية - قال : لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب هدنا قيل : فكيف ؟ قال : ( هدنا ) بكسر الهاء ، يقول : ملنا .

وأخرج عبد الرزاق ، وأحمد في الزهد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحسن وقتادة في قوله : ورحمتي وسعت كل شيء قالا : وسعت في الدنيا البر والفاجر ، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة .

وأخرج أبو الشيخ ، عن عطاء في قوله : ورحمتي وسعت كل شيء قال : رحمته في الدنيا على خلقه كلهم يتقلبون فيها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن سماك بن الفضل ، أنه ذكر عنده : أي شيء أعظم ؟ فذكروا السماوات والأرض وهو ساكت ، فقالوا : ما تقول يا أبا الفضل ؟ فقال : ما من شيء أعظم من رحمته ، قال الله تعالى : ورحمتي وسعت كل شيء .

وأخرج أحمد وأبو داود ، والباوردي ، والطبراني ، والحاكم ، والضياء المقدسي ، عن جندب بن عبد الله البجلي قال : جاء أعرابي ، فأناخ [ ص: 605 ] راحلته ثم عقلها ، ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نادى : اللهم ارحمني ومحمدا ولا تشرك في رحمتنا أحدا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقد حظرت رحمة واسعة ، إن الله خلق مائة رحمة ، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق ، جنها وإنسها وبهائمها ، وعنده تسعة وتسعون .

وأخرج أحمد ومسلم ، عن سلمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن لله مائة رحمة ، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق ، وبها تعطف الوحوش على أولادها ، وأخر تسعة وتسعين إلى يوم القيامة .

وأخرج ابن أبي شيبة ، عن سلمان موقوفا ، وابن مردويه ، والخطيب في المتفق والمختلف ، عن سلمان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السماوات والأرض ، كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض ، فأهبط منها رحمة إلى الأرض ، فبها تراحم الخلائق ، وبها تعطف الوالدة على ولدها ، وبها يشرب الطير والوحوش من الماء ، وبها تعيش الخلائق ، فإذا كان يوم القيامة انتزعها من خلقه ، ثم أفاضها على المتقين ، وزاد تسعة وتسعين رحمة ، ثم قرأ : ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون .

وأخرج الطبراني ، عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي [ ص: 606 ] نفسي بيده ، ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته ، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه ، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه .

وأخرج أحمد ، وعبد بن حميد في مسنده وأبو [175و] يعلى ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : افتخرت الجنة والنار ، فقالت النار : يا رب يدخلني الجبابرة والملوك والأشراف ، وقالت الجنة : يا رب ، يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين ، فقال الله للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء ، وقال للجنة : أنت رحمتي وسعت كل شيء ، ولكل واحدة منكما ملؤها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت : ورحمتي وسعت كل شيء قال إبليس : يا رب وأنا من الشيء ، فنزلت : فسأكتبها للذين يتقون الآية ، فنزعها الله من إبليس .

وأخرج أبو الشيخ ، عن السدي قال : لما نزلت ورحمتي وسعت كل شيء قال إبليس : وأنا من الشيء ، فنسخها الله فأنزل : فسأكتبها للذين يتقون [ ص: 607 ] إلى آخر الآية .

وأخرج ابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن ابن جريج قال : لما نزلت : ورحمتي وسعت كل شيء قال إبليس : أنا من كل شيء ، قال الله : فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة قالت يهود : فنحن نتقي ونؤتي الزكاة ، قال الله : الذين يتبعون الرسول النبي الأمي . فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود ، وجعلها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وأبو الشيخ ، عن قتادة نحوه .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن سفيان بن عيينة قال : لما نزلت هذه الآية : ورحمتي وسعت كل شيء مد إبليس عنقه فقال : أنا من الشيء ، فنزلت : فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون فمدت اليهود والنصارى أعناقها فقالوا : نحن نؤمن بالتوراة والإنجيل ونؤدي الزكاة ، فاختلسها الله من إبليس واليهود والنصارى فجعلها لهذه الأمة خاصة ، فقال : الذين يتبعون الآية .

وأخرج البزار في مسنده ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس [ ص: 608 ] قال : سأل موسى ربه مسألة ، فأعطاها محمدا صلى الله عليه وسلم ، قوله : واختار موسى قومه إلى قوله : فسأكتبها للذين يتقون فأعطى محمدا صلى الله عليه وسلم كل شيء سأل موسى ربه في هذه الآية .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : فسأكتبها للذين يتقون قال : كتبها الله لهذه الأمة .

وأخرج الحاكم ، عن ابن عباس قال : دعا موسى ، فبعث الله سبعين ، فجعل دعاءه حين دعاه لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم واتبعه ، قوله : فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين . فيما كتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين يتبعون محمدا صلى الله عليه وسلم .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس في قوله : فسأكتبها للذين يتقون قال : يتقون الشرك .

وأخرج أبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير : فسأكتبها للذين يتقون قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فقال موسى : يا ليتني أخرت في أمة أحمد ، فقالت اليهود لموسى : أيخلق ربك خلقا ثم يعذبهم ؟ فأوحى الله إليه : يا موسى ، ازرع ، قال : [ ص: 609 ] قد زرعت ، قال : احصد ، قال : قد حصدت ، قال : دس ، قال : قد دست ، قال : ذره ، قال : قد ذريته ، قال : ما بقي ؟ قال : ما بقي شيء فيه خير ، قال : كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير فيه .

وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، إنه سئل عن أبي بكر وعمر ، فقال : إنهما من السبعين الذين سألهم موسى بن عمران ، فأخرا حتى أعطيهما محمد صلى الله عليه وسلم ، وتلا هذه الآية : واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا الآية .

وأخرج ابن مردويه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم الجمعة نزل جبريل عليه السلام إلى المسجد الحرام ، فركز لواءه بالمسجد الحرام ، وغدا سائر الملائكة إلى المساجد التي يجمع فيها الناس يوم الجمعة ، فركزوا ألويتهم وراياتهم بأبواب المساجد ، ثم نشروا قراطيس من فضة ، وأقلاما من ذهب ، ثم كتبوا الأول فالأول ، من بكر إلى الجمعة ، فإذا بلغ من في المسجد سبعين رجلا قد بكروا ، طووا القراطيس ، فكان أولئك السبعون كالذين اختارهم موسى من قومه ، والذين اختارهم موسى من قومه كانوا أنبياء .

وأخرج ابن مردويه ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا راح منا إلى [ ص: 610 ] الجمعة سبعون رجلا كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم أو أفضل .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن إبراهيم النخعي في قوله : النبي الأمي قال : كان لا يقرأ ولا يكتب .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : الرسول النبي الأمي قال : هو نبيكم صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يكتب .

وأخرج ابن مردويه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما كالمودع فقال : أنا محمد النبي الأمي ، أنا محمد النبي الأمي ، أنا محمد النبي الأمي ، ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ، وعلمت خزنة النار وحملة العرش ، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ، فإذا ذهب بي فعليكم كتاب الله ؛ أحلوا حلاله وحرموا حرامه .

وأخرج ابن أبي شيبة ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، وإن الشهر كذا وكذا " . وضرب بيده ست مرات ، وقبض واحدة . [ ص: 611 ] وأخرج أبو الشيخ من طريق مجالد ، قال : حدثني عون بن عبد الله بن عتبة ، عن أبيه قال : ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب . فذكرت هذا الحديث للشعبي فقال : صدق ؛ سمعت أصحابنا يقولون ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية