صفحة جزء
قوله تعالى : فخلف من بعدهم خلف الآيتين .

أخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس أنه سئل عن هذه الآية : فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى قال : أقوام يقبلون على الدنيا فيأكلونها ، ويتبعون رخص القرآن ويقولون سيغفر لنا . ولا يعرض لهم شيء من الدنيا إلا أخذوه ، ويقولون : سيغفر لنا .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : فخلف من بعدهم خلف قال : النصارى ، يأخذون عرض هذا الأدنى قال : ما أشرف لهم شيء من الدنيا حلالا أو حراما يشتهونه أخذوه ، ويتمنون المغفرة ، وإن يجدوا الغد مثله [ ص: 643 ] يأخذوه .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس فخلف من بعدهم خلف الآية ، يقول : يأخذون ما أصابوا ويتركون ما شاءوا ؛ من حلال أو حرام ، ويقولون سيغفر لنا .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : فخلف من بعدهم خلف قال : خلف سوء ، ورثوا الكتاب بعد أنبيائهم ورسلهم ، أورثهم الله الكتاب وعهد إليهم ، يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا . قال : أماني تمنوها على الله ، وغرة يغترون بها ، وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ولا يشغلهم شيء عن شيء ، ولا ينهاهم شيء عن ذلك ، كلما أشرف لهم شيء من الدنيا أخذوه ، ولا يبالون حلالا كان أو حراما .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "الشعب" ، عن سعيد بن جبير في قوله : يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا . قال : كانوا يعملون بالذنوب ، ويقولون : سيغفر لنا .

[ ص: 644 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عطاء في قوله : يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا . قال : يأخذون ما عرض لهم من الدنيا ويقولون : نستغفر الله ونتوب إليه .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : كانت بنو إسرائيل لا يستقضون قاضيا إلا ارتشى في الحكم ، فإذا قيل له ، يقول : سيغفر لي .

وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجلد قال : يأتي على الناس زمان تخرب صدورهم من القرآن ، وتتهافت وتبلى كما تبلى ثيابهم ، لا يجدون لهم حلاوة ولا [177 ظ] لذاذة ، إن قصروا عما أمروا به قالوا : إن الله غفور رحيم ، وإن عملوا بما نهوا عنه قالوا : سيغفر لنا ، إنا لا نشرك بالله شيئا . أمرهم كله طمع ليس فيه خوف ، لبسوا جلود الضان على قلوب الذئاب ، أفضلهم في نفسه المدهن .

وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال : المؤمن يعلم أن ما قال الله كما قال الله ، والمؤمن أحسن عملا وأشد الناس خوفا لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، لا يزداد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا ، يقول : ألا أنجو . والمنافق يقول : سواد الناس كثير ، وسيغفر لي ، ولا بأس علي ؛ فيسيء العمل ، ويتمنى على الله .

وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق [ ص: 645 ] فيما يوجبون على الله من غفران ذنوبهم التي لا يزالون يعودون إليها ، ولا يتوبون منها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : ودرسوا ما فيه قال : علموا ما في الكتاب لم يأتوه بجهالة .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحسن في قوله : والذين يمسكون بالكتاب قال : هي لأهل الأيمان منهم .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : والذين يمسكون بالكتاب قال : من اليهود والنصارى .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : والذين يمسكون بالكتاب . قال : الذي جاء به موسى عليه السلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية