صفحة جزء
قوله تعالى : إن الذين اتقوا الآيات .

أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : إن الذين اتقوا [ ص: 715 ] قال : هم المؤمنون .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في ذم الغضب ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ( إذا مسهم طيف من الشيطان ) قال : الغضب .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : الطيف : الغضب .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك أنه قرأ : إذا مسهم طائف من الشيطان بالألف تذكروا قال : هم بفاحشة فلم يعملها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السدي في قوله : ( إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا ) يقول : إذا زلوا تابوا .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان من طريق وهب بن جرير ، عن أبيه قال : كنت جالسا عند الحسن ، إذ جاءه رجل فقال : يا أبا سعيد ، ما تقول في العبد يذنب الذنب ثم يتوب ؟ قال : لم يزدد بتوبته من الله إلا دنوا ، قال : ثم عاد في ذنبه ثم تاب ؟ قال : لم يزدد بتوبته إلا شرفا عند الله ، قال : ثم قال لي : ألم تسمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : وما قال ؟ قال : مثل المؤمن مثل السنبلة ، [ ص: 716 ] تميل أحيانا وتستقيم أحيانا ، وفي ذلك تكبر ، فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره . ثم قرأ : إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون .

وأخرج أبو الشيخ ، عن محمد بن كعب قال : إن الله لم يسم عبده المؤمن كافرا . ثم قرأ : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طيف من الشيطان تذكروا ) فقال : لم يسمه كافرا ، ولكن سماه متقيا .

وأخرج ابن مردويه ، عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : إذا مسهم طائف بالألف .

وأخرج عبد بن حميد ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ويحيى بن وثاب ، قرأ أحدهما : " طائف " ، والآخر : ( طيف ) .

وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير أنه قرأ : إذا مسهم طائف بالألف .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في الآية قال : الطائف اللمة من الشيطان ، تذكروا فإذا هم مبصرون يقول : إذا هم منتهون عن المعصية ، آخذون بأمر الله عاصون للشيطان ، وإخوانهم ، قال : إخوان الشياطين ، يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون قال : لا الإنس عما يعملون السيئات ، ولا الشياطين تمسك عنهم ، وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها يقول : لولا أحدثتها ؛ لولا تلقيتها [ ص: 717 ] فأنشأتها .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس : وإخوانهم يمدونهم في الغي قال : هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الإنس ، ثم لا يقصرون يقول : لا يسأمون ، وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها يقول : هلا افتعلتها من تلقاء نفسك .

وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد : وإخوانهم من الشياطين ، يمدونهم في الغي قال : استجهالا . وفي قوله : لولا اجتبيتها قال : ابتدعتها .

وأخرج الحكيم الترمذي ، عن عمر بن الخطاب قال : أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أعرف الحزن في وجهه ، فأخذ بلحيتي فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، أتاني جبريل آنفا فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قلت : أجل ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، فمم ذاك يا جبريل ؟ فقال : إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من الدهر غير كثير . قلت : فتنة كفر أو فتنة ضلالة ؟ قال : كل ذلك سيكون ، قلت : ومن أين ذاك وأنا تارك فيهم كتاب الله ؟ قال : بكتاب الله يضلون ، وأول ذلك من قبل قرائهم وأمرائهم ؛ يمنع الأمراء الناس حقوقهم فلا يعطونها ، فيقتتلون ، وتتبع القراء أهواء الأمراء ، فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون . قلت : يا جبريل فبم [ ص: 718 ] يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر ، إن أعطوا الذي لهم أخذوه ، وإن منعوه تركوه .

وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ ، عن قتادة : قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي قال : هذا القرآن ، هذا بصائر من ربكم أي : بينات فاعقلوه ، وهدى ورحمة لمن آمن به وعمل به ثم مات عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية