صفحة جزء
قوله تعالى : وإن يريدوا أن يخدعوك . الآية . أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : وإن يريدوا أن يخدعوك قال : قريظة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قال : بالأنصار .

وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير في قوله : هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين الآية قال : نزلت في الأنصار .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين قال : هم الأنصار .

وأخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال : مكتوب على العرش : لا إله [ ص: 190 ] إلا الله، وحدي لا شريك لي، محمد عبدي ورسولي، أيدته بعلي . وذلك قوله : هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين .

وأخرج ابن المبارك، وابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا في كتاب "الإخوان" والنسائي ، والبزار، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن مسعود ، أن هذه الآية نزلت في المتحابين في الله : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم .

وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "الشعب" واللفظ له، عن ابن عباس قال : قرابة الرحم تقطع ومنة المنعم تكفر، ولم نر مثل تقارب القلوب، يقول الله : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم وذلك موجود في الشعر قال الشاعر :

إذا مت ذو القربى إليك برحمه فغشك واستغنى فليس بذي رحم     ولكن ذا القربى الذي إن دعوته
أجاب ومن يرمي العدو الذي ترمي

ومن ذلك قول القائل : [ ص: 191 ]

ولقد صحبت الناس ثم سبرتهم     وبلوت ما وصلوا من الأسباب
فإذا القرابة لا تقرب قاطعا     وإذا المودة أقرب الأسباب

قال البيهقي : هكذا وجدته موصولا بقول ابن عباس، ولا أدري قوله : وذلك موجود في الشعر . من قوله، أو من قول من قبله من الرواة .

وأخرج ابن المبارك، وعبد الرزاق، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، والبيهقي ، عن ابن عباس قال : النعمة تكفر، والرحم يقطع، وإن الله تعالى إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء، ثم تلا : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم الآية .

وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد قال : إذا لقي الرجل أخاه فصافحه تحاتت الذنوب بينهما كما ينثر الريح الورق . فقال رجل : إن هذا من العمل اليسير . فقال : ألم تسمع الله قال : لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم .

[ ص: 192 ] وأخرج أبو الشيخ عن الأوزاعي قال : كتب إلي قتادة : إن يكن الدهر فرق بيننا فإن ألفة الله الذي ألف بين المسلمين قريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية