1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة إبراهيم
  4. تفسير قوله تعالى الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم
صفحة جزء
الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا [ ص: 382 ] لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار

/ 30 الله : مبتدأ، و الذي خلق : خبره، و من الثمرات : بيان للرزق، أي: أخرج به رزقا هو ثمرات، ويجوز أن يكون: من الثمرات : مفعول "أخرج"، و "رزقا" حالا من المفعول، أو نصبا على المصدر من أخرج، لأنه في معنى رزق، "بأمره": بقوله كن، "دائبين": يدأبان في سيرهما وإنارتهما ودرئهما الظلمات، وإصلاحهما ما يصلحان من الأرض والأبدان والنبات، وسخر لكم الليل والنهار : يتعاقبان خلفة لمعاشكم وسباتكم، وآتاكم من كل مما سألتموه : من للتبعيض، أي: آتاكم بعض جميع ما سألتموه، نظرا في مصالحكم، وقرئ: "من كل" بالتنوين، وما سألتموه نفي ومحله النصب على الحال، أي: آتاكم من جميع ذلك غير سائليه، ويجوز أن تكون "ما" موصولة، على: وآتاكم من كل ذلك ما احتجتم إليه ولم تصلح أحوالكم ومعايشكم إلا به، فكأنكم سألتموه أو طلبتموه بلسان الحال، لا تحصوها : لا تحصروها ولا تطيقوا عدها وبلوغ آخرها، هذا إذا أرادوا أن يعدوها على الإجمال، وأما التفصيل: فلا يقدر عليه ولا يعلمه إلا الله، لظلوم : يظلم النعمة بإغفال شكرها، كفار : شديد الكفران لها، وقيل: ظلوم في الشدة يشكو ويجزع، كفار في النعمة يجمع ويمنع، والإنسان للجنس، فيتناول الإخبار بالظلم والكفران من يوجدان منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية