1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة النحل
  4. تفسير قوله تعالى وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها
صفحة جزء
وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون

لحما طريا : هو السمك، ووصفه بالطراوة; لأن الفساد يسرع إليه، فيسارع إلى أكله خيفة للفساد عليه.

فإن قلت: ما بال الفقهاء قالوا: إذا حلف الرجل لا يأكل لحما، فأكل سمكا، لم يحنث، والله -تعالى- سماه لحما كما ترى ؟

قلت: مبنى الأيمان على العادة، وعادة الناس إذا ذكر اللحم على الإطلاق ألا يفهم منه السمك، وإذا قال الرجل لغلامه: اشتر بهذه الدراهم لحما فجاء بالسمك، كان حقيقا بالإنكار، ومثاله أن الله -تعالى- سمى الكافر دابة في قوله: إن شر الدواب عند الله [ ص: 429 ] الذين كفروا، فلو حلف حالف لا يركب دابة فركب كافرا لم يحنث، حلية : هي اللؤلؤ والمرجان، والمراد بلبسهم: لبس نسائهم، لأنهن من جملتهم، ولأنهن إنما يتزين بها من أجلهم، فكأنها زينتهم ولباسهم، المخر: شق الماء بحيزومها، وعن الفراء : هو صوت جري الفلك بالرياح، وابتغاء الفضل: التجارة.

التالي السابق


الخدمات العلمية