صفحة جزء
من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا

أي: كل نفس حاملة وزرا، فإنما تحمل وزرها لا وزر نفس أخرى، وما كنا معذبين : وما صح منا صحة تدعو إليها الحكمة أن نعذب قوما إلا بعد أن نبعث : إليهم، رسولا : فتلزمهم الحجة.

فإن قلت: الحجة لازمة لهم قبل بعثة الرسل، لأن معهم أدلة العقل التي بها يعرف [ ص: 500 ] الله، وقد أغفلوا النظر وهم متمكنون منه، واستيجابهم العذاب; لإغفالهم النظر فيما معهم، وكفرهم لذلك، لا لإغفال الشرائع التي لا سبيل إليها إلا بالتوقيف، والعمل بها لا يصح إلا بعد الإيمان.

قلت: بعثة الرسل من جملة التنبيه على النظر والإيقاظ من رقدة الغفلة، لئلا يقولوا: كنا غافلين، فلولا بعث إلينا رسولا ينبهنا على النظر في أدلة العقل.

التالي السابق


الخدمات العلمية