صفحة جزء
ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا

ذلك : إشارة إلى ما تقدم من قوله: لا تجعل مع الله إلها آخر : إلى هذه الغاية، [ ص: 521 ] وسماه حكمة لأنه كلام محكم لا مدخل فيه للفساد بوجه، وعن ابن عباس : هذه الثماني عشرة آية كانت في ألواح موسى، أولها; لا تجعل مع الله إلها آخر، قال الله تعالى: وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة [الأعراف: 145]، وهي عشر آيات في التوراة، ولقد جعل الله فاتحتها وخاتمتها النهي عن الشرك; لأن التوحيد هو رأس كل حكمة وملاكها، ومن عدمه لم تنفعه حكمه وعلومه، وإن بذ فيها الحكماء، وحك بيافوخه السماء، وما أغنت عن الفلاسفة أسفار الحكم، وهم عن دين الله أضل من النعم.

التالي السابق


الخدمات العلمية