1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الإسراء
  4. تفسير قوله تعالى وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا
صفحة جزء
وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا

"أن": الأولى نصب مفعول ثان لمنع، والثانية رفع فاعل له، و "الهدى": الوحي، أي: وما منعهم الإيمان بالقرآن وبنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا شبهة تلجلجت في صدورهم، وهي: إنكارهم أن يرسل الله البشر، والهمزة في: أبعث الله : للإنكار، وما أنكروه فخلافه هو المنكر عند الله، لأن قضية حكمته ألا يرسل ملك الوحي إلا إلى أمثاله، أو إلى الأنبياء، ثم قرر ذلك بأنه: لو كان في الأرض ملائكة يمشون : على أقدامهم كما يمشي الإنس ولا يطيرون بأجنحتهم إلى السماء فيسمعوا من أهلها ويعلموا ما يجب علمه، "مطمئنين": ساكنين في الأرض قارين، لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا : يعلمهم الخير ويهديهم المراشد، فأما الإنس فما هم بهذه المثابة، إنما يرسل الملك إلى مختار منهم للنبوة، فيقوم ذلك المختار بدعوتهم وإرشادهم. فإن قلت: هل يجوز أن يكون بشرا وملكا، منصوبين على الحال من رسولا ؟ قلت: وجه حسن والمعنى له أجوب.

التالي السابق


الخدمات العلمية