أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا لمساكين  : قيل كانت لعشرة إخوة، خمسة منهم زمنى، وخمسة يعملون في البحر، 
وراءهم  : أمامهم، كقوله تعالى: 
ومن ورائهم برزخ  [المؤمنون: 100]، وقيل: خلفهم، وكان طريقهم في رجوعهم عليه وما كان عندهم خبره، فأعلم الله به 
الخضر،  وهو "جلندي".  
[ ص: 607 ] فإن قلت: قوله: 
فأردت أن أعيبها  : مسبب عن خوف الغصب عليها فكان حقه أن يتأخر عن السبب، فلم قدم عليه؟ 
قلت: النية به التأخير، وإنما قدم للعناية، ولأن خوف الغصب ليس هو السبب وحده، ولكن مع كونها للمساكين، فكان بمنزلة قولك: زيد ظني مقيم، وقيل في قراءة 
 nindex.php?page=showalam&ids=34أبي  وعبد الله:   "كل سفينة صالحة".