[ ص: 68 ] وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى 
أي : يعلم ما أسررته إلى غيرك وأخفى من ذلك ، وهو ما أخطرته ببالك ، أو ما أسررته في نفسك ، 
 "وأخفى "  : منه وهو ما ستسره فيها ، وعن بعضهم : أن أخفى فعل ، يعني : أنه يعلم أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه ؛ هو كقوله تعالى : 
يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ، وليس بذاك . 
فإن قلت : كيف طابق الجزاء الشرط ؟ 
قلت : معناه : وإن تجهر بذكر الله من دعاء أو غيره ، فاعلم أنه غني عن جهرك ، فإما أن يكون نهيا عن الجهر ؛ كقوله تعالى : 
واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول  [الأعراف : 205 ] ، وإما تعليما للعباد أن الجهر ليس لإسماع الله ؛ وإنما هو لغرض آخر ، 
 "الحسنى "  : تأنيث الأحسن ، وصفت بها الأسماء ؛ لأن حكمها حكم المؤنث ؛ كقولك : الجماعة الحسنى ، ومثلها : " مأرب أخرى " [طه : 18 ] ، و 
من آياتنا الكبرى  [طه : 23 ] ، والذي فضلت به أسماؤه في الحسن سائر الأسماء : دلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبية ، والأفعال التي هي النهاية في الحسن .