1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. تفسير سورة المؤمنون
  4. تفسير قوله تعالى وأنزلنا من السمآء مآء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون
صفحة جزء
وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون

"بقدر " : بتقدير يسلمون معه من المضرة ، ويصلون إلى المنفعة ، أو بمقدار ما علمناه من حاجاتهم ومصالحهم ، فأسكناه في الأرض ؛ كقوله : فسلكه ينابيع في الأرض [الزمر : 21 ] ، وقيل : جعلناه ثابتا في الأرض ، وقيل : إنها خمسة أنهار : سيحون نهر الهند ، وجيحون : نهر بلخ ، ودجلة والفرات : نهرا العراق ، والنيل : نهر مصر ، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنة ، فاستودعها الجبال ، وأجراها في الأرض ، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم ، وكما قدر على أنزاله فهو قادر على رفعه وإزالته ، وقوله : على ذهاب به : من أوقع النكرات وأحزها للمفصل ، والمعنى : على وجه من وجوه الذهاب به وطريق من طرقه ، وفيه إيذان باقتدار المذهب ، وأنه لا يتعايى عليه شيء إذا أراده ، وهو أبلغ في الإيعاد ؛ من قوله : قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين [الملك : 30 ] ، فعلى العباد أن يستعظموا النعمة في الماء ويقيدوها بالشكر الدائم ، ويخافوا نفارها إذا لم تشكر .

التالي السابق


الخدمات العلمية