صفحة جزء
قال رب انصرني بما كذبون قال عما قليل ليصبحن نادمين فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين

"قليل " : صفة للزمان ، كقديم وحديث ، في قولك : ما رأيته قديما ولا حديثا ، وفي معناه : عن قريب ، و " ما " : توكيد قلة المدة وقصرها ، "الصيحة " : صيحة جبريل -عليه السلام - : صاح عليهم فدمرهم ، "بالحق " : بالوجوب ؛ لأنهم قد استوجبوا الهلاك ، أو بالعدل من الله ، من قولك : فلان يقضي بالحق إذا كان عادلا في قضاياه : شبههم في دمارهم بالغثاء ، وهو : حميل السيل مما بلي واسود من العيدان والورق ؛ ومنه قوله تعالى : فجعله غثاء أحوى [الأعلى : 5 ] ، وقد جاء مشددا في قول امرئ القيس [من الطويل ] :


من السيل والغثاء فلكة مغزل



[ ص: 232 ] بعدا ، وسحقا ، ودفرا ، ونحوها ؛ مصادر موضوعة مواضع أفعالها ، وهي من جملة المصادر التي قال سيبويه : نصبت بأفعال لا يستعمل إظهارها ، ومعنى "بعدا " : بعدوا ، أي : هلكوا ، يقال : بعد بعدا وبعدا ، نحو : رشد رشدا ورشدا ، و للقوم الظالمين : بيان لمن دعي عليه بالبعد ؛ نحو : هيت لك [يوسف : 23 ] ، و لما توعدون .

التالي السابق


الخدمات العلمية