صفحة جزء
[ ص: 238 ] ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون

يعني : أن هذا الذي وصف به الصالحين غير خارج من حد الوسع والطاقة ، وكذلك كل ما كلفه عباده وما عملوه من الأعمال فغير ضائع عنده ، بل هو مثبت لديه في كتاب ، يريد : اللوح ، أو صحيفة الأعمال ناطق بالحق لا يقرءون منه يوم القيامة إلا ما هو صدق وعدل ، لا زيادة فيه ولا نقصان ولا يظلم منهم أحد ، أو أراد : أن الله لا يكلف إلا الوسع ، فإن لم يبلغ المكلف أن يكون على صفة هؤلاء السابقين بعد أن يستفرغ وسعه ويبذل طاقته ، فلا عليه ، ولدينا كتاب فيه عمل السابق والمقتصد ، ولا نظلم أحدا ولا نحطه دون درجته ، بل قلوب الكفرة في غفلة غامرة لها ، في غمرة من هذا أي : مما عليه هؤلاء الموصوفون من المؤمنين ، ولهم أعمال : متجاوزة متخطية لذلك ، أي : لما وصف به المؤمنون ، هم لها : معتادون وبها ضارون ، لا يفطمون عنها حتى يأخذهم الله بالعذاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية