صفحة جزء
قالوا إنما أنت من المسحرين وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين

فإن قلت : هل اختلف المعنى بإدخال الواو ها هنا وتركها في قصة ثمود ؟ قلت : إذا أدخلت الواو فقد قصد معنيان : كلاهما مناف للرسالة عندهم : التسحير والبشرية ، وأن الرسول لا يجوز أن يكون مسحرا ولا يجوز أن يكون بشرا ، وإذا تركت الواو فلم يقصد إلا معنى واحد وهو كونه مسحرا ، ثم قرر بكونه شرا مثلهم . فإن قلت : إن المخففة من الثقيلة ولامها كيف تفرقتا على فعل الظن وثاني مفعولية ؟ قلت : أصلهما أن يتفرقا على المبتدأ والخبر ، كقولك : إن زيد لمنطلق ، فلما كان البابان -أعني باب كان وباب ظننت- من جنس باب المبتدإ والخبر ، فعل ذلك في البابين فقيل : إن كان زيد لمنطلقا ، وإن ظننته لمنطلقا .

التالي السابق


الخدمات العلمية