1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. تفسير سورة الروم
  4. تفسير قوله تعالى ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركآء في ما رزقناكم
صفحة جزء
ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون

فإن قلت : أي فرق بين الأولى والثانية والثالثة في قوله تعالى : من أنفسكم ، من ما ملكت أيمانكم ، من شركاء ؟ قلت : الأولى للابتداء ، كأنه قال : أخذ مثلا وانتزعه من أقرب شيء منكم وهي أنفسكم ولم يبعد ، والثانية للتبعيض ، والثالثة مزيدة لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي . ومعناه : هل ترضون لأنفسكم -وعبيدكم أمثالكم بشر كبشر وعبيد كعبيد- أن يشارككم بعضهم في ما رزقناكم من الأموال وغيرها ما تكونون أنتم وهم فيه على السواء ، من غير تفصلة بين حر وعبد : تهابون أن تستبدوا بتصرف دونهم ، وأن تفتاتوا بتدبير عليهم كما يهاب بعضكم بعضا من الأحرار ، فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسكم ، فكيف ترضون لرب الأرباب ومالك الأحرار والعبيد أن تجعلوا بعض عبيده له شركاء ؟ "كذلك" أي مثل هذا التفصيل نفصل الآيات أي نبينها : لأن التمثيل مما يكشف [ ص: 577 ] المعاني ويوضحها ؛ لأنه بمنزلة التصوير والتشكيل لها . ألا ترى كيف صور الشرك بالصورة المشوهة ؟

التالي السابق


الخدمات العلمية