صفحة جزء
من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين

فعليه كفره كلمة جامعة لما لا غاية وراءه من المضار ، لأن من كان ضاره كفره ؛ فقد أحاطت به كل مضرة فلأنفسهم يمهدون أي يسوون لأنفسهم ما يسويه لنفسه الذي يمهد فراشه ويوطئه ، لئلا يصيبه في مضجعه ما ينبيه عليه وينغص عليه مرقده : من نتوء أو قضض أو بعض ما يؤذي الراقد . ويجوز أن يريد : فعلى أنفسهم يشفقون ، من قولهم في المشفق : أم فرشت فأنامت . وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على أن ضرر الكفر لا يعود إلا على الكافر لا يتعداه . ومنفعة الإيمان والعمل الصالح : ترجع إلى المؤمن لا تتجاوزه "ليجزي" متعلق بيمهدون تعليل له من فضله مما يتفضل عليهم بعد توفية الواجب من الثواب ؛ وهذا يشبه الكناية ، لأن الفضل تبع للثواب ، فلا يكون إلا بعد حصول ما هو تبع له : أو أراد من عطائه وهو ثوابه ؛ لأن الفضول والفواضل هي الأعطية عند العرب . وتكرير الذين آمنوا وعملوا الصالحات وترك الضمير إلى الصريح لتقرير أنه لا يفلح عنده إلا المؤمن الصالح . وقوله : إنه لا يحب الكافرين تقرير بعده تقرير ، على الطرد والعكس .

التالي السابق


الخدمات العلمية