1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأحزاب
  4. تفسير قوله تعالى لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر
صفحة جزء
لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا

فإن قلت : فما حقيقة قوله : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وقرئ : (أسوة ) بالضم ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أنه في نفسه أسوة حسنة ، أي : قدوة ، وهو الموتسى ، أي : المقتدى به ، كما تقول : في البيضة عشرون منا حديد ، أي : هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد . والثاني : أن فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها وتتبع . وهي المواساة بنفسه لمن كان يرجو الله بدل من لكم ، كقوله : للذين استضعفوا لمن آمن منهم [الأعراف : 75 ] يرجو الله واليوم الآخر ، من قولك رجوت زيدا وفضله ، أي : فضل زيد . أو يرجو أيام الله . واليوم الآخر خصوصا . والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف وذكر الله [ ص: 59 ] كثيرا وقرن الرجال بالطاعات الكثيرة والتوفر على الأعمال الصالحة ، والمؤتسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم - : من كان كذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية