1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة يس
  4. تفسير قوله تعالى ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين
صفحة جزء
ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم

العهد : الوصية ، وعهد إليه : إذا وصاه ، وعهد الله إليهم : ما ركزه فيهم من أدلة العقل وأنزل عليهم من دلائل السمع . وعبادة الشيطان : طاعته فيما يوسوس به إليهم ويزينه لهم . وقرئ : (إعهد ) بكسر الهمزة . وباب "فعل " كله يجوز في حروف مضارعته الكسر ، إلا في الياء . و (أعهد ) بكسر الهاء ، وقد جوز الزجاج أن يكون من باب نعم ينعم وضرب يضرب . و (أحهد ) بالحاء ، وأحد : وهي لغة تميم . ومنه قولهم : دحا محا . "هذا " إشارة إلى ما عهد إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن ، إذ لا صراط أقوم منه ، ونحو [ ص: 186 ] التنكير فيه ما في قول كثير [من الطويل ] :


لئن كان يهدى برد أنيابها العلا لأفقر مني إنني لفقير



أراد : إنني لفقير بليغ الفقر ، حقيق بأن أوصف به لكمال شرائطه في ، وإلا لم يستقم معنى البيت ، وكذلك قوله : هذا صراط مستقيم يريد : صراط بليغ في بابه ، بليغ في استقامته ، جامع لكل شرط يجب أن يكون عليه . ويجوز أن يراد : هذا بعض الصرط المستقيمة ، توبيخا لهم على العدول عنه ، والتفادي عن سلوكه ، كما يتفادى الناس على الطريق المعوج الذي يؤدي إلى الضلالة والتهلكة ، كأنه قيل : أقل أحوال الطريق الذي هو أقوم الطرق ، أن يعتقد فيه كما يعتقد في الطريق الذي لا يضل السالك ، كما يقول الرجل لولده وقد نصحه النصح البالغ الذي لبس بعده : هذا فيما أظن قول نافع غير ضار ، توبيخا له على الإعراض عن نصائحه .

التالي السابق


الخدمات العلمية