وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون قل نعم وأنتم داخرون فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون 
"أوآباؤنا " معطوف على محل "إن " واسمها ، أو على الضمير في "مبعوثون " ، والذي جوز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام . والمعنى : أيبعث أيضا آباؤنا على زيادة الاستبعاد ، يعنون أنهم أقدم ، فبعثهم أبعد وأبطل . وقرئ : (أو آباؤنا ) . 
قل نعم وقرئ : (نعم ) بكسر العين وهما لغتان . وقرئ : (قال نعم ) أي : الله تعالى أو الرسول صلى الله عليه وسلم . والمعنى : نعم تبعثون . 
وأنتم داخرون صاغرون "فإنما " جواب شرط مقدر تقديره : إذا كان ذلك فما "هي " إلا 
زجرة واحدة وهي لا ترجع إلى شيء ، إنما هي مبهمة موضحها خبرها .  
[ ص: 205 ] ويجوز : فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية . والزجرة : الصيحة ، من قولك : زجر الراعي الإبل أو الغنم : إذا صاح عليها فريعت لصوته . ومنه قوله [من المنسرح ] : 
زجر أبي عروة السباع إذا أشفق أن يختلطن بالغنم 
يريد تصويته بها "فإذا هم " أحياء بصراء "ينظرون " .