صفحة جزء
ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون

قرئ: (كاشفات ضره) و (ممسكات رحمته) بالتنوين على الأصل، وبالإضافة للتخفيف. فإن قلت: لم فرض المسألة في نفسه دونهم؟ قلت: لأنهم خوفوه معرة الأوثان وتخبيلها، فأمر بأن يقررهم أولا بأن خالق العالم هو الله وحده. ثم يقول لهم بعد التقرير: فإذا أرادني خالق العالم الذي أقررتم به بضر من مرض أو فقر أو غير ذلك من النوازل، أو برحمته من صحة أو غنى أو نحوهما، هل هؤلاء اللاتي خوفتموني إياهن كاشفات عني ضره أو ممسكات رحمته؟ حتى إذا ألقمهم الحجر وقطعهم حتى لا يحيروا ببنت شفة قال: حسبي الله كافيا لمعرة أوثانكم عليه يتوكل المتوكلون وفيه تهكم. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهم فسكتوا، فنزل قل حسبي الله فإن قلت: لم قيل: كاشفات، وممسكات، على التأنيث بعد قوله تعالى: ويخوفونك بالذين من دونه ؟ قلت: أنثهن وكن إناثا وهن اللات والعزى ومناة، قال الله تعالى: أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألكم الذكر وله الأنثى [النجم: 19- 21] ليضعفها ويعجزها زيادة تضعيف وتعجيز عما طالبهم به من كشف الضر وإمساك الرحمة; لأن الأنوثة من باب اللين والرخاوة، كما أن الذكورة من باب الشدة والصلابة، كأنه قال: الإناث اللاتي هن اللات والعزى ومناة أضعف مما تدعون لهن وأعجز. وفيه تهكم أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية