1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة ن
  4. تفسير قوله تعالى وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون
صفحة جزء
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين

[ ص: 193 ] أن مخففة من الثقيلة واللام علمها. وقرأ "ليزلقونك" بضم الياء وفتحها. وزلقه وأزلقه بمعنى، ويقال: زلق الرأس وأزلقه حلقه، وقرأ ليزهقونك من زهقت نفسه وأزهقها: يعني أنهم من شدة تحديقهم ونظرهم إليك شزرا بعيون العداوة والبغضاء يكادون يزلون قدمك أو يهلكونك، من قولهم: نظر إلي نظرا يكاد يصرعني، ويكاد يأكلني: أي: لو أمكنه بنظره الصراع أو الأكل لفعله، قال [من الكامل]:


يتقارضون إذا التقوا في موطن نظرا يزل مواطئ الأقدام

وقيل: كانت العين في بني أسد، فكان الرجل منهم يتجول ثلاثة أيام فلا يمر به شيء، فيقول فيه: لم أر كاليوم مثله إلا عانه، فأريد بعض العيانين على أن يقول في رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فقال: لم أر كاليوم رجلا فعصمه الله. وعن الحسن : دواء الإصابة بالعين أن تقرأ هذه الآية.

لما سمعوا الذكر أي القرآن لم يملكوا أنفسهم حسدا على ما أوتيت من النبوة ويقولون إنه لمجنون حيرة في أمره وتنفيرا عنه; وإلا فقد علموا أنه أعقلهم، والمعنى: أنهم جننوه لأجل القرآن وما هو إلا ذكر وموعظة "للعالمين" فكيف يجنن من جاء بمثله.

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة [القلم] أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم ".

التالي السابق


الخدمات العلمية