1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة النساء
  4. تفسير قوله تعالى ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول
صفحة جزء
ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون فأعرض عنهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا

ويقولون إذا أمرتهم بشيء طاعة بالرفع أي : أمرنا وشأننا طاعة ، ويجوز النصب بمعنى أطعناك طاعة ، وهذا من قول المرتسم : سمعا وطاعة ، وسمع وطاعة ، ونحوه قول سيبويه : وسمعنا بعض العرب الموثوق بهم يقال له : كيف أصبحت؟ فيقول : حمد الله وثناء عليه ، كأنه قال : أمري وشأني حمد الله ، ولو نصب حمد الله وثناء عليه . كان على الفعل والرفع يدل على ثبات الطاعة واستقرارها بيت طائفة : زورت طائفة وسوت غير الذي تقول خلاف ما قلت وما أمرت به . أو خلاف ما قالت وما ضمنت من الطاعة ، لأنهم أبطلوا الرد لا القبول ، والعصيان لا الطاعة ، وإنما ينافقون بما يقولون [ ص: 115 ] ويظهرون ، والتبييت : إما من البيتوتة لأنه قضاء الأمر وتدبيره بالليل ، يقال : هذا أمر بيت بليل ، وإما من أبيات الشعر ، لأن الشاعر يدبرها ويسويها والله يكتب ما يبيتون : يثبته في صحائف أعمالهم ، ويجازيهم عليه على سبيل الوعيد . أو يكتبه في جملة ما يوحى إليك فيطلعك على أسرارهم فلا يحسبوا أن إبطانهم يغني عنهم فأعرض عنهم ولا تحدث نفسك بالانتقام منهم وتوكل على الله في شأنهم ، فإن الله يكفيك معرتهم وينتقم لك منهم إذا قوي أمر الإسلام وعز أنصاره ، وقرئ "بيت طائفة" بالإدغام وتذكير الفعل ، لأن تأنيث الطائفة غير حقيقي ، ولأنها في معنى الفريق والفوج .

التالي السابق


الخدمات العلمية