1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة البقرة
  4. تفسير قوله تعالى وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرءيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا
صفحة جزء
وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم إلا [ ص: 290 ] قليلا منكم وأنتم معرضون

لا تعبدون : إخبار في معنى النهي، كما تقول: تذهب إلى فلان تقول له كذا، تريد الأمر، وهو أبلغ من صريح الأمر والنهي; لأنه كأنه سورع إلى الامتثال والانتهاء، فهو يخبر عنه وتنصره قراءة عبد الله وأبي (لا تعبدوا)، ولا بد من إرادة القول، ويدل عليه أيضا قوله: "وقولوا"، وقوله: وبالوالدين إحسانا [الإسراء: 23]، إما أن يقدر: وتحسنون بالوالدين إحسانا، أو وأحسنوا، وقيل: هو جواب قوله: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل : إجراء له مجرى القسم، كأنه قيل: وإذ أقسمنا عليهم لا تعبدون، وقيل: معناه: ألا تعبدوا، فلما حذفت "أن" رفع، كقوله [من الطويل]:


ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى



ويدل عليه قراءة عبد الله : (ألا تعبدوا)، ويحتمل (أن لا تعبدوا)، أن تكون "أن" فيه مفسرة، وأن تكون أن مع الفعل بدلا عن الميثاق، كأنه قيل: أخذنا ميثاق بني إسرائيل توحيدهم، وقرئ بالتاء حكاية لما خوطبوا به، وبالياء لأنهم غيب، "حسنا": قولا هو حسن في نفسه، لإفراط حسنه، وقرئ (حسنا)، و(حسنى) على المصدر كبشرى، [ ص: 291 ] ثم توليتم : على طريقة الالتفات أي توليتم عن الميثاق ورفضتموه، إلا قليلا منكم قيل: هم الذين أسلموا منهم، وأنتم معرضون : وأنتم قوم عادتكم الإعراض عن المواثيق، والتولية.

التالي السابق


الخدمات العلمية