1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأعراف
  4. تفسير قوله تعالى أن الذين كذبوا بأاياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السمآء ولا يدخلون الجنة
صفحة جزء
إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين

لا تفتح لهم أبواب السماء : لا يصعد لهم عمل صالح إليه يصعد الكلم الطيب [فاطر : 10] كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين [المطففين : 18] .

وقيل : إن الجنة في السماء ، فالمعنى : لا يؤذن لهم في صعود السماء ، ولا يطرق لهم إليها ليدخلوا الجنة .

وقيل : لا تصعد أرواحهم إذا ماتوا كما تصعد أرواح المؤمنين .

وقيل : لا تنزل عليهم البركة ، ولا يغاثون ، بفتحنا أبواب السماء ، وقرئ : "لا تفتح" ، بالتشديد ، ولا "يفتح" بالياء ، "ولا تفتح" بالتاء ، والبناء للفاعل ، ونصب [ ص: 442 ] الأبواب ، على أن الفعل للآيات ، وبالياء على أن الفعل لله ، عز وجل .

وقرأ ابن عباس : "الجمل" ، بوزن القمل ، وسعيد بن جبير : "الجمل" ، بوزن النغر .

وقرئ : "الجمل" : بوزن القفل ، "والجمل" : بوزن النصب ، و “ الجمل" : بوزن الحبل ، ومعناها : القلس الغليظ ; لأنه حبال جمعت وجعلت جملة واحدة .

وعن ابن عباس - رضي الله عنه - : إن الله أحسن تشبيها من أن يشبه بالجمل ، يعني : أن الحبل مناسب للخيط الذي يسلك في سم الإبرة والبعير لا يناسبه ، إلا أن قراءة العامة أوقع ; لأن سم الإبرة مثل في ضيق المسلك ، يقال : أضيق من خرت الإبرة ، وقالوا للدليل الماهر : خريت ، للاهتداء به في المضايق المشبهة بأخرات الإبر ، و “ الجمل" : مثل في عظم الجرم ، قال : [من البسيط]


.............. جسم الجمال وأحلام العصافير



إن الرجال ليسوا بجزر تراد منهم الأجسام ، فقيل : لا يدخلون الجنة ، حتى يكون ما لا يكون أبدا من ولوج هذا الحيوان الذي لا يلج إلا في باب واسع ، في ثقب الإبرة .

وعن ابن مسعود أنه سئل عن الجمل؟ فقال : زوج الناقة ; استجهالا للسائل ، وإشارة إلى أن طلب معنى آخر تكلف .

وقرئ : "في سم" : بالحركات الثلاث ، وقرأ عبد الله : "في سم المخيط" ، والخياط ; والمخيط كالحزام والمحزم : ما يخاط به وهو الإبرة ، "وكذلك" : ومثل ذلك الجزاء [ ص: 443 ] الفظيع نجزي المجرمين : ليؤذن أن الإجرام هو السبب الموصل إلى العقاب ، وأن كل من أجرم عوقب ، وقد كرره فقال : وكذلك نجزي الظالمين ; لأن كل مجرم ظالم لنفسه ، "مهاد" : فراش ، "غواش" أغطية .

وقرئ : "غواش" . بالرفع ; كقوله : وله الجوار المنشآت [الرحمن : 24] في قراءة عبد الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية