1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأعراف
  4. تفسير قوله تعالى أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلهآ أن لو نشآء أصبناهم بذنوبهم
صفحة جزء
أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون إذا قرئ : "أولم يهد" بالياء ، كان أن لو نشاء : مرفوعا بأنه فاعله ، بمعنى : أولم يهد للذين يخلفون من خلا قبلهم في ديارهم ، ويرثون أرضهم هذا الشأن ، وهو أنا لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ، كما أصبنا من قبلهم ، وأهلكنا الوارثين كما أهلكنا المورثين ، وإذا قرئ بالنون ، فهو منصوب ; كأنه قيل : أولم يهد الله للوارثين هذا الشأن ، بمعنى : أولم نبين لهم أنا لو نشاء أصبناهم بذنوبهم : كما أصبنا من قبلهم ، وإنما عدى فعل الهداية باللام ; لأنه بمعنى التبيين .

فإن قلت : بم تعلق قوله تعالى : ونطبع على قلوبهم ؟

[ ص: 481 ] قلت : فيه أوجه : أن يكون معطوفا على ما دل عليه معنى : أولم يهد ; كأنه قيل : يغفلون عن الهداية ، ونطبع على قلوبهم ، أو على يرثون الأرض ، أو يكون منقطعا بمعنى : ونحن نطبع على قلوبهم .

فإن قلت : هل يجوز أن يكون : "ونطبع" بمعنى "وطبعنا" ، كما : "لو نشاء" بمعنى : لو شئنا ، ويعطف على أصبناهم؟

قلت : لا يساعد عليه المعنى ; لأن القوم كانوا مطبوعا على قلوبهم ، موصوفين بصفة من قبلهم من اقتراف الذنوب والإصابة بها ، وهذا التفسير يؤدي إلى خلوهم عن هذه الصفة ، وأن الله - تعالى- لو شاء لاتصفوا بها .

التالي السابق


الخدمات العلمية