1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة الأعراف
  4. تفسير قوله تعالى ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الالواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون
صفحة جزء
ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون

ولما سكت عن موسى الغضب : هذا مثل ; كأن الغضب كان يغريه على ما [ ص: 514 ] فعل ، ويقول له : قل لقومك كذا ، وألق الألواح ، وجر برأس أخيك إليك ، فترك النطق [ ص: 515 ] بذلك ، وقطع الإغراء ، ولم يستحسن هذه الكلمة ، ولم يستفصحها كل ذي طبع سليم ، وذوق صحيح إلا لذلك ; ولأنه من قبيل شعب البلاغة ، وإلا فما لقراءة معاوية بن قرة : "ولما سكن عن موسى الغضب" ، لا تجد النفس عندها شيئا من تلك الهزة ، وطرفا من تلك الروعة .

وقرئ : "ولما سكت" ، و “ أسكت" ، أي : أسكته الله ، أو أخوه باعتذاره إليه وتنصله ، والمعنى : ولما طفئ غضبه أخذ الألواح : التي ألقاها وفي نسختها : وفيما نسخ منها ، أي : كتب ; و “ النسخة" : فعلة ، بمعنى : مفعول ، كالخطبة لربهم يرهبون : دخلت اللام لتقدم المفعول ; لأن تأخر الفعل عن مفعوله يكسبه ضعفا ; ونحوه : للرؤيا تعبرون [يوسف : 43] ، وتقول : لك ضربت .

التالي السابق


الخدمات العلمية