قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون قل لا أملك لنفسي  : هو إظهار للعبودية ، والانتفاء عما يختص بالربوبية من علم الغيب ، أي : أنا عبد ضعيف ، لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ، ولا دفع ضرر ، كما المماليك والعبيد 
إلا ما شاء  : ربي ومالكي من النفع لي والدفع عني 
ولو كنت أعلم الغيب  : لكانت حالي على خلاف ما هي عليه ، من استكثار الخير ، واستغزار المنافع ، واجتناب السوء والمضار ، حتى لا يمسني شيء منها ، ولم أكن غالبا ، مرة ومغلوبا أخرى في الحروب ، ورابحا وخاسرا في التجارات ، ومصيبا مخطئا في التدابير 
إن أنا إلا  : عبد أرسلت نذيرا وبشيرا ، وما من شأني أني أعلم الغيب 
لقوم يؤمنون  : يجوز أن يتعلق بالنذير ، والبشير جميعا ; لأن النذارة والبشارة إنما تنفعان فيهم ، أو يتعلق بالتبشير وحده ، ويكون المتعلق بالنذير محذوفا ، أي : إلا نذير للكافرين ، وبشير لقوم يؤمنون .