صفحة جزء
إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فهو خير لكم وإن تعودوا نعد ولن تغني عنكم فئتكم شيئا ولو كثرت وأن الله مع المؤمنين

إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح : خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم ; وذلك أنهم حين أرادوا أن ينفروا تعلقوا بأستار الكعبة ، وقالوا : اللهم ، انصر أقرانا للضيف ، وأوصلنا للرحم ، وأفكنا للعاني ، إن كان محمد على حق فانصره ، وإن كنا على حق [ ص: 568 ] فانصرنا ، وروي : أنهم قالوا : اللهم انصر أعلى الجندين ، وأهدى الفئتين ، وأكرم الحزبين ، وروي أن أبا جهل قال يوم بدر : اللهم أينا كان أهجر وأقطع للرحم فأحنه اليوم ، أي : فأهلكه ، وقيل : " أن تستفتحوا" : خطاب للمؤمنين ، "وإن تنتهوا" : خطاب للكافرين ، يعني : وإن تنتهوا عن عداوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو خير لكم : وأسلم وإن تعودوا : لمحاربته ، "نعد" : لنصرته عليكم وأن الله : قرئ بالفتح على : ولأن الله معين المؤمنين كان ذلك وقرئ بالكسر ، وهذه أوجه ; ويعضدها قراءة ابن مسعود : "والله مع المؤمنين" ، وقرئ : "ولن يغني عنكم" ، بالياء للفصل .

التالي السابق


الخدمات العلمية