1. الرئيسية
  2. تفسير الكشاف
  3. سورة هود عليه السلام
  4. تفسير قوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة
صفحة جزء
أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون

أفمن كان على بينة : معناه: أمن كان يريد الحياة الدنيا فمن كان على بينة، أي: لا يعقبونهم في المنزلة ولا يقاربونهم، يريد أن بين الفريقين تفاوتا بعيدا، وتباينا بينا، وأراد بهم من آمن من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره، كان على بينة، من ربه : أي: على برهان من الله، وبيان أن دين الإسلام حق وهو دليل العقل، ويتلوه : ويتبع ذلك البرهان، شاهد منه : أي: شاهد يشهد بصحته، وهو القرآن، "منه": من الله، أو شاهد من القرآن، فقد تقدم ذكره آنفا، ومن قبله : ومن قبل القرآن، كتاب موسى : وهو التوراة، أي: ويتلو ذلك البرهان -أيضا- من قبل القرآن كتاب موسى، وقرئ: "كتاب موسى" بالنصب، ومعناه: كان على بينة من ربه، وهو الدليل على أن القرآن حق، "ويتلوه": ويقرأ القرآن، "شاهد منه": شاهد ممن كان على بينة; كقوله: وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله [الأحقاف: 10]، قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب [الرعد: 43]، ومن قبله كتاب موسى : ويتلو من قبل القرآن والتوراة، إماما : كتابا مؤتما به في الدين قدوة فيه، ورحمة : ونعمة عظيمة على المنزل إليهم، أولئك : يعني من كان على بينة، يؤمنون به : يؤمنون بالقرآن، ومن يكفر به من الأحزاب : يعني: أهل مكة، ومن ضامهم من المتحزبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالنار موعده فلا تك في مرية : وقرئ: "مرية" بالضم، وهما الشك، منه : من القرآن أو من الموعد .

التالي السابق


الخدمات العلمية