صفحة جزء
قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد

جواب "لو" محذوف، كقوله تعالى: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال [الرعد: 31]، يعني: لو أن لي بكم قوة، لفعلت بكم وصنعت، يقال: مالي به قوة، ومالي به طاقة، ونحو: لا قبل لهم بها [النمل: 27]، ومالي به يدان; لأنه في معنى: لا أضطلع به ولا أستقل به، والمعنى: لو قويت عليكم بنفسي، أو أويت إلى قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم، فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته; ولذلك قالت الملائكة; وقد وجدت عليه: إن ركنك لشديد. وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رحم الله أخي لوطا، كان يأوي إلى ركن شديد"، وقرئ: "أو آوي" بالنصب بإضمار "أن" ،كأنه قيل: [ ص: 221 ] لو أن لي بكم قوة أو أويا; كقولها [من الوافر]:


للبس عباءة وتقر عيني ... ........................



وقرئ: "إلى ركن" بضمتين، وروي أنه أغلق بابه حين جاءوا وجعل يرادهم ما حكى الله عنه ويجادلهم، فتسوروا الجدار.

التالي السابق


الخدمات العلمية