قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين قائل منهم  : هو 
يهوذا،  وكان أحسنهم فيه رأيا، وهو الذي قال: فلن أبرح الأرض، قال لهم: القتل عظيم، 
وألقوه في غيابت الجب  : وهي غوره وما غاب منه عن عين الناظر وأظلم من أسفله، قال 
المنخل   [من الطويل]: 
وإن أنا يوما غيبتني غيابتي  ... فسيروا بسيري في العشيرة والأهل 
 [ ص: 259 ] أراد غيابة حفرته التي يدفن فيها، وقرئ: "غيابات": على الجمع، و "غيابات" بالتشديد، وقرأ 
الجحدري:   "غيبة"، والجب: البئر لم تطو; لأن الأرض تجب جبا لا غير، 
يلتقطه  : يأخذه بعض السيارة بعض الأقوام الذين يسيرون في الطريق، وقرئ: "تلتقطه" بالتاء على المعنى; لأن بعض السيارة سيارة، كقوله [من الطويل]: 
 ...................................  ...     كما شرقت صدر القناة من الدم 
ومنه: ذهبت بعض أصابعه، 
إن كنتم فاعلين  : إن كنتم على أن تفعلوا ما يحصل به غرضكم، فهذا هو الرأي.